الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إنَّ المقرَ من يستعبدْ الدولا
- ليسَ المقرب من تزهو له الدولِ
- إنَّ المقربَ منْ يعطيهِ مشهدُه
- ما كانَ من بخلَ فيها ومن مددِ
- وليسَ يدْركهُ فيما يريدُ بها
- مما يريدُ إذا ما شاءَ منْ مللِ
- عنْ ربهِ لا عنْ أسبابِ لهُ نصيتْ
- كناظري في مسيرِ الشمسِ أوْ زحلِ
- بما قدْ أودعَ فيها اللهُ من حكمٍ
- لكنها تنتهي فيه إلى أجلِ
- والأمر لا يتناهى حكمه أبدا
- دنيا وآخرة ً فكنْ على وجلِ
- فإنّ في علمهِ ما ليسَ يعرفهُ
- وليسَ يدريهِ ذو فكرٍ وذو حيلِ
- واعمل عليه تُصِبْ دنيا وآخرة
- وإنما الفوزُ في العقبى مع العمل
- إنَّ المفرطَ في أخراهُ في نكدٍ
- وصاحبُ الحزمِ في نعمى وفي جذل
- وكلُّ مَنْ يدركِ الأشياء عن نظرٍ
- فلستُ أخليه عن دخلٍ وعن ملل
- لمَّا تنزلَ نورُ اللهِ خالقنا
- إلى الزجاجة ِ والمصباحِ في المثلِ
- نادى بنا ربنا من فوق أرقعة
- سبعٍ يعرفني بأنَّ ذلكَ لي
- لمَّا ابتغى رؤية ً منهُ الكليمُ وما
- زالَ الشهودُ لهُ عيناً ولمْ يزلِ
- أجابَهُ بشروطٍ ليسَ يعرفُها
- إلا الذي عنْ وجودِ الحقِّ لمْ يزلِ
- ما خرَّ موسى لدكٍّ قام بالجبلِ
- بل خرَّ مما تجلَّى منه للجبل
- ولم تكن صعقته إلا لتخبره
- بما بهِ اختصهُ الرحمنُ في الأزلِ
- إنَّ الحياة التي في الحس ليس لها
- هذا المقامُ لما فيها من الخلل
- فإنْ يمنَّ بنورِ العينِ تبصرهُ
- لذاك أصعقه ما كان من زلل
- إني نظرتُ بعيني وهي تشهدُ لي
- بروية ِ الجبلِ الراسي على الجبلِ
- موسى الذي ثبتتْ عندي أخوتُهُ
- من الذي قدْ كساه أفضلَ الحللِ
- بذاكَ أخبرنا عنهُ أئمتنا
- ولم أعرِّج على التمثيل والبدل
- وثمَّ أسرى بهِ جسماً ليبصرَ منْ
- آياتهِ عجباً وجاءَ عنْ عجلِ
- النصُّ جاءَ من البيتِ الحرامِ إلى الأقـ
- ـصى وما زادَ فالأخبارُ تشهدُ لي
- فصحَّ أنَّ لهُ الأمرينِ قدْ جمعا
- لأنه أكرم الأشخاصِ والرسلِ
- والورثُ منهُ الذي لا شكَّ يلحقنا
- إسراءُ روحٍ ولكنْ ليسَ عنْ كسلِ
- إني شغلت به النفس الضعيفة إذ
- أصحابُ جنتهِ الأعلونَ في شغلِ
- واللهُ كانَ معَ الأعلونَ في درجٍ
- ترقى بهم عن حضيضِ الطبعِ والسَّفَل
- الله أوجدنا جوداً ليشهدنا
- كمالَ صورته فينا على مهلِ
- فكان لي اذنا وكان لي بصرا
- وكانَ ما عندنا من القوى وسلِ
- عن الذي قلته أحبار امّتنا
- أئمة الدين والهادين للسبل
- يخبرّوك بأن الأمر فيه كما
- ذكرته لا بتحريفٍ ولا مثل
- وإن رقيت إلى عين الشهود ترى
- ما كنت قلدت فيه مذهب الأول
- والحمدُ للهِ حمداً لا نفادَ لهُ
- حمداً يجمع شملَ العلم والعمل
- فهو المرادُ لأهل العلمِ أجمعهم
- الجامع الشملَ بين الفعل والأمل
- بالذوقِ خصصنا بالشرب كرَّمنا
- بالريِّ قال لنا الكل من قبلي
- ومَن أحال وجود الريّ فهو فتى
- قدْ جاءَ الأمرُ في الأذواقِ من قبلِ
- بهِ يقولُ ابن طيفورٍ وإنَّ لهُ
- وجها صحيحاً لمن يدريه بالمثل
- عينٌ صحيحٌ جلى ما بهِ رمدٌ
- فالله يعصمه من علة ِ السُّبل
- الكحلُ إنْ كانَ محتاجاً إلى المقلِ
- فالعينُ محتاجة ٌ للكحلِ والكحلِ
- إني أشرتُ إلى علمٍ ومعرفة ٍ
- فيما أتيتُ وما يدريهِ من رجلِ
- غيري وغير إمامٍ سيِّدٍ نَدْس
- لكننا في الذي قلنا على وجلِ
المزيد...
العصور الأدبيه