الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
- لها معانٍ وأسرارٌ لمن نظرا
- فأولُ الأمر في مرقومنا ألفٌ
- واللفظ ينكره حرفاً على ما ترى
- قالَ ابن حبانَ فيهِ في طريقتهِ
- بأنه نصفُ حرفٍ هكذا ذكرا
- ونصفهُ همزة ٌ في عينِ كاتبها
- كذا رأيتُ لهُ نصاً وأينَ يرى
- كمثلهِ في علومِ أصلِ مأذخذها
- من جعفر وبهذا الفن قد شهرا
- واللفظ ينكر ما قد قال في ألف
- وما ابتغى جدلاً ولا رآه مرا
- وإنَّهُ مذهبي إنْ كنتَ تبتغي
- لكنَّهُ ثبتها في الاعتبارِ قرا
- فيهَ جميعُ الذي قدْ صادَ صائدُكمْ
- من الحروفِ لمنْ أعلمتَهُ قدرا
- فهمزة ٌ تقطعُ العشّاق إنْ هُجرت
- وإنَّ في وصلِ من تهوى لها خبرا
- والباءُ تعملُ في عقدِ النكاحِ إذا
- خطت على صفة ٍ قد ألبست حبرا
- والتاءُ تجمع شملاً بالحبيبِ إذا
- محبوبه بانَ عنه أو نوى سفرا
- والثاءُ تثبتُ أحوالَ الرقيب إذا
- جاء الحبيبُ إليه بعد ما هجرا
- والجيم تعملُ في أحوالِ منشئه
- حتماً فتفرده إذا القضاءُ جرى
- والحاءُ تطلب بالتنزيهِ كاتبها
- يوماً إذا صار تشبيه به وطرا
- جاءت إليك بأعيانِ الورى زمرا
- حتى يقضي منها الكاتبُ الوطرا
- والدالُ في كلِّ ما ينويهِ فاعلة ٌ
- لهُ المضاءُ وجلَّ الأمرُ أو صغرا
- والذالُ في حضرة ِ الزلفى لهُ قدمٌ
- فكلما رامَ تقديماً يرى لورا
- والراءُ توصلهُ وقتاً وتفرحهُ
- بكل ما يبتغي فزاحم القدرا
- وإنَّ لاماً إذا ما جاورت ألفاً
- كذا رأيناهُ في أعمالنا ظهرا
- والطاء تطلبُ تنفيذ الأمور له
- فانظر ترى عجباً إنْ كنتَ معتبرا
- والظاء تعطى حصول العبد في رتب
- تعنو الوجوه له والشمسُ والقمرا
- والكاف فيه لمهمومٍ إذا كتبت
- تفريجُ كربٍ لهُ في كلِّ ما أمرا
- واللامُ درعٌ له فيه يحصنه
- من كلِّ سوءٍ ومكروهٌ من الأمرا
- والميم يروى به من كان ذا عطشٍ
- من العلومِ بهذا القدر قد فخرا
- والنون تجري مع الأفلاك صورتُه
- لنيلِ صورة أنثى تَشتهي ذكرا
- والصادُ نورٌ قويٌّ في تشعشعهِ
- بما له منه في أحواله السرا
- والضادُ كالصادِ إلا أنَّ منزله
- أدنى فتلحقه برتبة الوزرا
- والعينُ كالجيمِ إلا أنَّ صورتهُ
- في الفعل أقوى ظهوراً هكذا اعتبرا
- والغين كالعينِ إلا أنْ يقومَ بهِ
- عينُ السحاب الذي لا يحمل المطرا
- والفاءُ كالباءِ في التصريفِ وهيَ بهِ
- أتمُّ فعلاً فقدْ جلتْ عنِ النظرا
- والقافُ تعملُ في الضدينِ إنْ كتبتْ
- غرباً وشرقاً فكن للحالِ مدَّكرا
- والسين تعصمُ من سوء تخيُّله
- نفسُ الضعيفِ إذا شخصٌ بذاكَ زرى
المزيد...
العصور الأدبيه