الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
- نصبرُ فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ
- بذاك خالقنا الرحمنُ عودنا
- في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج
- ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت
- كما السماءُ لها في ذاتِها فرجُ
- والكونُ علوٌ وسفلُ ليسَ غيرهُما
- والأمر بينهما بالنص مندرج
- وكلُّ شيءٍ منَ الأكوانِ نعلمُهُ
- موحدا هو في القرآن مزدوجُ
- حتى الوجودُ الذي إليهِ مرجعنا
- بما له من صفاتِ الكون يزدوج
- فليس يوجد فرد ليس يشفعه
- شيءٌ سوى منْ لهُ التقسيمُ والدرجُ
- ذاك الإله الذي لا شيء يشبهه
- من خلقه فبه الإصباح تتبلج
- وهوَ العزيزُ فلا مثلٌ يعادلُهُ
- وإنما بمتابِ العبدِ يبتهج
- فكيفَ منْ هوَ محتاجٌ ومفتقرٌ
- إلى أمورٍ بنا إنْ لمْ يكنْ حرجُ
- فلا يصحُّ على الإطلاقِ أنَّ لنا
- حكمَ الغنى ولهذا فيهِ يندرجُ
- الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا
- إذا الخلائق فيما قلته مرجوا
- همُ المصابيحُ في الظلماءِ إنْ ولجوا
- كما هم العمى إنْ زالوا وإنْ خرجوا
- سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به
- علماً عقولٌ لمَّا في ذاتهِ دلجُوا
- أما تراها على الأعقابِ ناكصة
- لما رأت فنيتْ في ذلك المهج
- فليسَ يدركُ مجهولٌ حقيقتهُ
- وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج
- لو أنهم نظروا في حسنِ صورته
- قالوا بهِ قرنٌ قالوا بهِ فلجُ
- قالوا بعينيهِ في إبصارِهِ وطفٌ
- قالوا بهِ كحلٌ قالوا بهِ دعجُ
- فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا
- عليه في علمهم فيه وما درجوا
- هذا معَ الخلقِ كيفَ الحق فاعتبروا
- ما في بيوتِهمُ منْ نورِهِ سرجُ
المزيد...
العصور الأدبيه