الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا كان من ترجونه تحذرونه >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إذا كان من ترجونه تحذرونه
- فكيفَ لكمْ بالأمنِ والخوفُ حاصلُ
- وكيف لكم بالخوفِ والأمن مانعٌ
- فقلْ لي ما المعمولُ فالعبدُ قابلُ
- وإنَّ اعتدال الأمر ليس بواقع
- ولا نافع فاعلم فما فيه طائل
- فلا بدَّ من ترجيح أمر فإنه
- هو الغرض المطلوبُ فالأصل مائل
- فلولا وجودُ الميلِ لمْ تكُ عيننا
- ولا ينكرُ العالمينَ إلا الأسافلُ
- لقدْ قالَ لي شخصٌ أمينٌ بمكة َ
- عن السيِّد المختارِ ما أنا قائل
- سألتُ رسولَ اللهِ في الأمرِ قالَ لي
- ألا إنَّ قولي ما يقول الأوائل
- وقلتُ لكمْ عني خذوهُ فإنهُ
- هو الحقُّ لا عنهم وهنَّ الفواضل
- نفوسٌ كريماتٌ أتينَ بكلِّ ما
- أتتكم به الأرسال والحقُّ فاصل
- فمنْ شاءَ فيرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ
- فإني إلى الله المهيمنِ راحلُ
- فقلت له: نامت جفونك إنها
- لبشرى فقل ما شئتَ إنك فاضل
- وبشرني أيضاً بأنَّ نصيبنا
- من البيت رُكنُ قبلته الأفاضل
- ولازمني حتى أتته بمكة
- منيته فاغتمّ عالٍ وسافلُ
- أتاني رسولٌ بالوراثة ِ فاضلٌ
- بإشبيلة الغرّاء في العلمِ كامل
- فقالَ لنا علمُ الحروفِ دليلنا
- على أنك الندبُ الإمامُ الحُلاحل
- فلستَ ترى في الرُّقم حرفاً مسطراً
- تعين الا وهو للكلِّ شامل
- وفي كلِّ حرفٍ اختصاصٌ مبينٌ
- يراهُ على التعيينِ منْ هوَ عاملُ
- بما في حروفِ الرقمِ واللفظِ عالمٌ
- يذبُّ بهِ عنْ نفسهِ ويناضلُ
- عن أمرٍ إلهيّ يكون مقدَّراً
- بتقدير من ترجى لديه الوسائل
- يحل به في كلِّ رحب ومارق
- إذا هي حلَّت بالنفوسِ النوازل
المزيد...
العصور الأدبيه