الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا النور من فارٍ أو من طُور سيناء >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إذا النور من فارٍ أو من طُور سيناء
- أتى عاد ناراً للكليم كما شاء
- فكلمه منه وكان لحاجة
- رآهُ بهِ فاسترسلَ الحالَ أشياءَ
- وإنشاءَ ربُّ الوقتِ منْ حالِ منْ سعى
- على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء
- وأما أنا من أجلِ أحمدَ لمْ أرى
- سوى بلة ٍ منْ قدرِ راحتنا ماءَ
- فلم يك ذاك القول إلا ببقعة
- من الوادِ سمَّاها لنا طورَ سيناءَ
- واسمعني منها كلاماً مقدَّسا
- صريحاً فصحَّ القولُ لمْ يكُ إيماءَ
- ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة
- وجاء به الله المهيمنُ أنباء
- فألقيتُ كلَّ اسمٍ لكوني وكونهِ
- إذا انصف الرائي يفصل اسماء
- وكان إلى جنبي جلوساً ذووا حجى ً
- فلم يفشه من أجلهم لي إفشاء
- وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينها
- إلاَّ كلَّ مافي الكونِ للهِ لهُ بداءَ
- إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها
- أتى الكشفُ يحييها من الحقِّ إحياءَ
- وقدْ كانَ أخفاها من أجلِ عشرتي
- لنكرٍ بهمْ قدْ قامَ إذْ قالَ إخفاءَ
- خفاها فلمْ تظهرْ دعاها فلمْ تجبْ
- وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء
- ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا
- لناظره حتى إذا ما انتهى فاء
- إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة
- فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداءَ
- وأرسل أملاكا بكل حقيقته
- إليهِ على حبٍّ وألفَ أجزاءَ
- وأبدى رسوما داثراتٍ من البلى
- فأبرزَ أمواتاً وأقبرَ أحياءَ
- وأظهر بالكاف التي عميت بها
- عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء
- وما كانتِ الأمثالُ إلاَّ بنورهِ
- فكانت لهُ ظلاًّ وفي العلمِ أفياءَ
- وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ
- لترتيبِ أنواء وحرَّم أنواء
- فرَوْضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلة ٍ
- إذا طلهُ أوحى منَ الليلِ أنداءَ
- فعطرَ أعرافاً لهاه فتعطرتْ
- أزاحَ بها عنْ روضهِ اليانعِ الداءَ
- وصيرَها للداءِ عنها مزيلة ٌ
- فكانت شفاءً للمسامِ وأدواءَ
- وأطلع فيها الزهر من كلِّ جانبٍ
- نجوما تعالت في الغصون وأضواء
- وقدْ كانتِ الأرجاءُ منْها على رحى
- فأوصلها خيراً وأكبرَ نعماءَ
- فهذي علومُ القوم إنْ كنتَ طالباً
- ودعْ عنكَ أغراضاً تصدُّ وأهواءَ
- فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه
- فإنَّ لهُ في شرعة ِ الكلِّ سيساءَ
المزيد...
العصور الأدبيه