الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
- يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ
- فإن كان عسر أطلقَ العبد حمده
- على كلِّ حالٍ منهُ في نفعٍ أو ضرِّ
- وإن كان يسر قيد العبد حمدُه
- كما جاءَ في الأنعامِ والفضلِ في اليسرِ
- بذا جاءتِ الأخبارُ في حمدِ سيدٍ
- رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ
- معلمِ أسبابِ السعادة ِ كلها
- لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ
- أنا أسوة فيه كما قال ربنا
- تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر
- وفي غيرها فاعلمْ بأنكَ مقتدٍ
- به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري
- نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة
- فقومي له فيها على قدم الشكر
- فإنَّ الذي يدعى عنِ الخلقِ في غنى
- ونحن على ما نحن من حالة ِ الفقر
- ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرة ٌ
- إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي سترِ
- فأصبحوا إذا عمَّ التجلي وجودَهُ
- وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر
- يخاطبني من كل ذاتِ عناية
- بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر
- فنثري الذي يدريه ما هو من نثري
- وشعري الذي أبديهِ ما هوَ من شعري
- هويته من كل شيء وجوده
- وصحت به الآثار فانهض على أثري
- ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل
- إذا ما رأيتَ الحقَّ إني في خسرِ
- فما الناسُ إلا بينَ هادٍ ومهتدٍ
- فمنهم إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ
- وهذي إشاراتٌ لمنْ كانَ عالماً
- بما قلته في السرِّ كانَ أوْ الجهرِ
- إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي
- شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر
- فما عندكمْ إلا وجودٌ محققٌ
- وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر
- لقد قررَ الإيمانُ عندي حقائقاً
- تنافي براهينَ النهيِ من ذوي الفكرِ
- فحزت به كشفاً فعادت معارفاً
- مطالعها في القلبِ كالأنجمِ الزهرِ
- فلا ريب عندي في الذي قد طعمته
- من العلم بالله المقرَّر في صدري
- حييت به علماً وعقداً وحالة
- هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر
- لقيتُ بهٍ رباً كريماً بحضرة ٍ
- منزهة علياء ماطرة النثر
المزيد...
العصور الأدبيه