الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محمد إقبال >> رحمة للفرد حجر الأمة >>
قصائدمحمد إقبال
رحمة للفرد حجر الأمة
محمد إقبال
- رحمة للفرد حجر الأمة
- كامل جوهره في الملة
- فالزمن الجمع جهد المستطاع
- في ذرا الأحرار كن مثل الشعاع
- واحفظن ما قاله خير البشر
- كل شيطان من الجمع نفر
- فردنا مرآته أمته
- وكذا مرآتها صورته
- وهما سلك نظام ودرر
- أو نجوم تتجلى في النهر
- قيمة الأفراد جدوى الملة
- ومن الأفراد نظم الأمة
- وإذا الواحد في الجمع نما
- كان كالقطرة صارت خضرما
- جمع الماضي له في لبه
- والتقى الغابر والآتي به
- صلة الأمس تراه والغد
- وقته لا ينتهي كالأبد
- هو بالأمة قلب طامح
- وهو بالأمة سعي رابح
- روحه من قومه والبدن
- سره من قومه والعلن
- بلسان القوم يشدو منطقا
- ومن الأسلاف يقفو طرقا
- تنضج الفطرة فيه الصحبة
- فتراه الفرد وهو الأمة
- يحكم الوحدة فيه الكثرة
- وهي بالوحدة فيه وحدة
- أفرد اللفظ من البيت ترى
- جوهر المعنى لديه انكسرا
- تسقط الأوراق من غصن ينيع
- فترى محرومة وصل الربيع
- طفئت أنغام أعواد غناء
- فاتها من زمزم الأمة ماء
- يحرم الفرد الوحيد المقصدا
- فترى نظم قواه بددا
- تجمع الأمة شمل المنة
- فيه تحبوه عظيم الهمة
- نشأت بالقيد حرا مطلقا
- أثبتت في الأرض سروا بسقا
- ظبيه الوثاب مسكا يعبق
- إن حواه من نظام وهق
- أنت لم تعرف خودى من بيخودى
- أنت لا ريب من الشك ردى
- إن في طينك نوراً قد بدا
- بشعاع منه أبصرت الهدى
- كل غم ورضا من دروته
- أنت حي بتوالي ثورته
- أنت منه أنت حقا وأنا
- أنا وهو الفرد لا يرضى ثنا
- يخلق النفس ويذرو ويقر
- ذو دلال في خضوع مستتر
- يأسر الشعلة هذا الشرر
- لهب من حره مستعر
- حرة رهن قيود فطرته
- جزؤه بالكل حاطت قوته
- لكفاح دائم تنزو قواه
- هو يسمى الذات أو يسمى الحياه
- يستثير الحرب في جلوته
- حين يبدي النفس من خلوته
- يقطع الجبر عليه الطرقا
- وله بالحب فرع سمقا
- تتشظى الذات في أمتها
- لترى الروضة من زهرتها
- نكتة خذها كف مخدم
- وانصرف عني إن لم تفهم
المزيد...
العصور الأدبيه