الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> ياريمُ كمْ أدنو وأنتَ ترِيمُ >>
قصائدكشاجم
ياريمُ كمْ أدنو وأنتَ ترِيمُ
كشاجم
- ياريمُ كمْ أدنو وأنتَ ترِيمُ
- وتنامُ عن ليلى وليسَ تُنِيمُ
- أخلفْتَ ميعادَ المُدَامِ وقلَّما
- ألفيتَ عهداً للمُدَامِ يَدُومُ
- فاسْتأنفِ العهدَ المُحيلَ فإنَّهُ
- قد عادَ بعدَ العهدِ وهو ذَمِيمُ
- قُمْ غيرَ مذمومِ القيامِ فإنَّنا
- سَنُقِيمُ سوقَ اللّهوِ حينَ نقومُ
- هذا الصباحُ فأَضْحِكِ الإبريقَ عن
- شمسٍ يَحِفّ بها لديَّ نُجومُ
- فإذا رآها الصّبْح في خلَلِ الدجا
- كالجيش زنجياً غَزتُه الرُّومُ
- والنجمُ في افقِ الغروبِ كأّنَّه
- نسرٌيحلقُ تارة ً ويحومُ
- والأفقُ أبيضُ والهِلالُ كأَنَّهُ
- خَلْخالُ ساقِ خريدة ٍ مفصُومَ
- والجوُّ معطورُ الهواءِ كأنَّما
- يأتي بعرفِ المسكِ منهُ نَسِيِمُ
- ومسلّطُ اللّحظاتِ يُحْسَبُ ظَالماً
- فإذا رَنَا فكأَنَّهُ مظلومُ
- تَمَّتْ مَحَاسنُهُ وقامَ لِقَدّهِ
- في التّيهِ إنَّ الحسنَ فيهِ يقيمُ
- يسعى بما في كَفِّهِ وَنَظِيرُهَا
- في طَرْفِهِ ورحيقُها مَخْتُومُ
- راحاً كأَنَّ نسيمُهَا متولّدٌ
- من نَشْرِهِ ومزاجَها تَسْنِيمُ
- شبهانِ تنحَسِرُ الهمومُ إذا هما
- حَضَرَا وَيَحْسُنُ فيهما التّأثيمُ
- جاءَتْ بنكهتِهِ وجاءَ بلونِهَا
- في خَدّه فَصَبَا إليهِ حَليمُ
- وَسَقَى بها سُقِياً وأثملَ مَثْملاً
- وتظلَّمتْ منهُ إليَّ ظَلُومُ
- وَشَدَا لنا فَنَفَى الأَسى بمحفَّقٍ
- إيقاعُهُ المحصورُ والمذمُومُ
- متجاوبُ الأوتارِ في نغماتِهِ
- خَنِثٌ وفي ألفاظِهِ تَرَخِيمُ
- متوسّدٌ يُسْرَى يديهِ ممهّدٌ
- كالطّفلِ إلاّ أَنَّهُ مَفْطُومُ
- مُستَعجمٌ لا يستبينُ كلامُهُ
- حتّى يُرى في الصّدرِ منهُ كُلومُ
- لا يفهمُ النّجْوَى إذا خاطَبْتَهُ
- وحَدِيثُهُ مستَحْسَنٌ مُفهومُ
- فكأنَّ كِسرى فى الزّجاجَة ِ سابحٌ
- في الماءِ يغرقُ تارة ً ويَعُومُ
- اشفي على تمثالِهِ برحيقِهِ
- وكأَنَّه لي صاحبٌ ونَدِيمُ
- في مجلسٍ حَجَبَ الزّمانُ صروفَه
- عنّا فَظِلُّ العَيْشِ فيهِ مُقِيمُ
- لَو لَمْ يكدّرْ صَفْوَهُ لمغيبِه
- عنِّي أبو إسحاقَ إبراهيمُ
- يا بدرَ هَاشِمَ والذي من بَيْنِهِمْ
- أضحى لَهُ التّفضيِيلُ والتّعظِيمُ
- ياروضة َ الأخلاقِ والأدبِ الذ
- ي فيهِ علومٌ جَمَّة ٌ وَحُلُومُ
- مهلاً أبا إسحاقَ إنَّكَ ماجدٌ
- نَدْبٌ ومنتخبُ الفروعِ كَريمُ
- وتواضُعَ الكُبراءِ في أَخْلاَقِهِمْ
- شرفٌ كما أنَّ الَتكّبرُ لُومُ
- والبدرُ جارٌ للنّجومِ وآلفٌ
- والغيثُ يسقي النَبتَ وهو هَشِيمُ
- والمسكُ يُخْلَطُ بالعبيرِ وفضلُهُ
- في طيبهِ متعارفٌ مَعلُومُ
- والظرفُ يأبى للظّريفِ قطيعتِي
- والمجدُ لا يرضَى بها والخِيمُ
- بأَبي واُمِّي أَنْتَ من متشابهٍ
- لَمْ يُثْنِهِ التّبجيلُ والتّعظِيمُ
- لو أعرَضَتْ معشوقة ٌ عن عاشِقٍ
- إعراضَهُ عنِّي لكانَ يَهِيمُ
- كَثَّرتَ حُسّادي فحينَ هجرَتنِي
- غادرتني فكأنّني المحرومُ
- فاسْلَمْ ظَلَلْتَ بنعمة ٍ محروسة ٍ
- تَبْقَى وطرفُ الدّهرِ عَنكَ نؤُومُ
- واعلَمْ باَنَّكَ ماأَقمتَ على التي
- منها استجرتَ من العقوقِ سليمُ
- لكنَّني سأزُورُ إنْ صارمْتَني
- وعلى الصفاءِ وإِنْ كُدُرْتَ أدومُ
المزيد...
العصور الأدبيه