الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ >>
قصائدكشاجم
ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
كشاجم
- ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
- من سَنَا أَوجهٍ وليلِ شُعُورِ
- وتُوارِي تلكَ الجيوبُ اللواتِي
- عَرَضَتْهَا ظِبَاءَ تلكَ القُصُورِ
- مِنْ نُحورٍ من اللّجينِ حِسانٍ
- طَوّقَتْهَا مخابِقُ الكَافُورِ
- يفتّحُ فيها نَسيمُ الحَيَا
- خِلافاً فيهتِكث أَستَارَهَا
- فتَنثني أوانسُ تنسجُ القَصْـ
- فنسّى الأوائلَ بزخارهَا
- ويسفَحُ فيها دِمَاءَ الشَقيقِ
- إذا ظلَّ يَفتضُّ أَبكارَها
- ويُدني لِما بَعضُها بَعضَهَا
- كضَمِّ الأحبَّة ِ زُوَّارَها
- ناظماتٍ لها من الدرِّ طَرْزاً
- سَبَحاً عُلّقَتْ مكانْ السّيورِ
- راغباتٍ عن الحليِّ فَما يُحلّيـ
- ـنَ إلاَّ بالمسكِ أو بالعبيرِ
- كأنَّ تَفتُّحَها بالصَّبا
- عَذارَى تملّكُ أَزرارَهَا
- يَغُضُّ لِنَرْجِسِهَا أَعْيُناً
- وطوراً تُحدّقُ أبصارهَا
- أَنا صَبُّ بصبوة ٍ وبسَاجٍ
- ديبجيٍّ وَشُرْبَهَا المنثورِ
- وفؤادي بشَاغِفٍ ظلَّ مَشْغو
- فاً مُعنَّى بالهجرِ من مهجورِ
- إذا مُزنْة ٌ سَكَبَتْ مَاءَهَا
- على بقعة ٍ أشعلتْ نارَهَا
- فدَعانِي من الملامة ِ في الشّو
- قِ إلى كلِّ ذي دلالٍ غريرِ
- وما أمتَعتْ جَادَها بلدة ٌ
- كما أَمتَعَتْ حُلَّة ٌ خَارَهَا
- ليَ مِنْ حُسْنِ مَنْ كَلِفْتُ بهِ عُذْ
- هي الخُلدُ تجمعُ ماتشتهي
- فزُرها فطوبى لِمن زَارها
- وللّهْوِ فيها شهور الرّبيـ
- ـعِ حينَ تُقَطّرُ أَشْجارهَا
- إذَا ما أَهَدَّ قَويقُ السّماءِ
- بها فأمَدَّتهُ أمطارَهَا
- وأَقْبَلَ ينظِمُ أَنجَادَهَا
- بفيضِ المياهِ وأَغْوَارِهَا
- فاَرضَعَ جَنّاية دُرّهُ
- فَنَمْنَم بالنَّوْرِ اَشجارَهَا
- ودَارَ بأكنافِها دورة ً
- فَنسّى الأَوائلَ بزارهَا
- كأنَّ هلوكاً حَبَتهُ السوا
- رَ أو سلبَ الكفَّ أسوارَها
المزيد...
العصور الأدبيه