الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> لَنَا على دِجْلَة َ نخلٌ منتَحَلْ >>
قصائدكشاجم
لَنَا على دِجْلَة َ نخلٌ منتَحَلْ
كشاجم
- لَنَا على دِجْلَة َ نخلٌ منتَحَلْ
- نُسلِفُهُ ماءً ويسقينا عَسَلْ
- مسطرٌ على قوامٍ معتدِلْ
- لم يَنْتَقِلْ عنْ سطرِهِ ولم يَمِلْ
- ذُو قَدَرٍ فما عَلا ولا سَفَلْ
- يُسْقَى بماءٍ وهو شتّى في الأَكلْ
- كأنَّما أعذاقُهُ إذا حَمَلْ
- غدائرٌ من شَعَرٍ وَحْفٍ رَجِلْ
- وفيهِ عُمْرِيٌّ كعمرٍ متّصِلْ
- يحمّسُ الجودُ بهِ الصبّ الغَزِلْ
- لو نَظَمَتْهُ البكرْ عقداً لاحتَمَلْ
- وفاقَ عَقْدَ الدَّرِّ لوناً وفَضَلْ
- يملُّ إدراكَ المنى ولا يملّْ
- حسبُكَ أنّ طعمَهُ يشفي العِلَلْ
- كأَنَّهْ أَطرافُ رَبّاتِ الكِلَلْ
- لم يندرسْ خِضَابُها ولا نَصَلْ
- يُومِينَ بالتّسليمِ إيماءَ بَدَلْ
- كأَنّ في أَغداقِهِ مثلَ العَسَلْ
- ما زالَ في الأَفياء يغدُو ويملّ
- بشمسٍ أحياناً وأحياناً بِظِلّْ
- ويُكْتَسى من صَنْعَة ِ البدرِ حُلَلْ
- كأنّه في الخدّ ألوانُ الخَجَلْ
- وعَظُمَ الأَردافُ فيهِ ونَبَلْ
- مثلُ أنابيبِ قنَا الخطِّ الذّبُلْ
- لولا النّوى يمسكُ منهُ لَهَطَلْ
- تَعَاقَبَتْهُ غَدَوَاتٌ وأُصُلْ
- وجادَه ماءُ معينُ وَسَبَلْ
- حتَّى إذا قِيلَ تَنَاهى وكَمُلْ
- جاءَ بهِ القاطفُ مَسروراً جَزِلْ
- محتفلاً أحبِبْ لهُ من مُحتَفِلْ
- في ساعة ٍ أطْيَبَ مِنْ نيلِ الأَمَلْ
- لمّا مَضَى جيشُ الظلامِ فَرَحَلْ
- وأقبلَ الصبّحُ منيراً فنزَلْ
- فَأَيُّمَا ضَيْفٌ رَجَا ولم يَنَلْ
- منهُ فكانَ الزّادُ عندي مبتَذَلْ
- فأمتَعَ الأفواهَ مِنهُ والمُقَلْ
- في هذهِ لّذّ وفي هَاتِيكَ جَلّْ
- ...........
المزيد...
العصور الأدبيه