الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ >>
قصائدكشاجم
للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ
كشاجم
- للنّهرِ نَهْرِ فويقٍ
- عندي يَدٌ ليسَ تُجْحَدْ
- عَشِيَّة َ اصطدْتُ فيهِ
- رشاً من المُردِ أغْيَدْ
- فَراحَ يَسعَى بكأسٍ
- مُدَامُهَا لا يُصَرَّدْ
- محفوفة ٍ بحبابٍ
- مؤلّفٍ يتصَعَّدْ
- كأَنَّهُ نَظْمُ دُرِّ
- مِنْ ثَغْرِهِ يَتَوَلَّدْ
- والأرضُ تُكْسَى بزهرِ الرّ
- ياضِ وَشْياً مُعَمَّدْ
- كأنَّ خُرَّدَ عِيناً
- بها يُضاحِكنَ خُرَّدْ
- وأبيضُ اللّونِ ضَاحٍ
- وَحَالِكُ اللونِ أسودْ
- وحمرة ٌ في شقيقٍ
- وخضرة ٌ في زبرْجدْ
- وأقحوانٌ كعقدٍ
- مِنْ لؤلؤٍ قد تَبَدَّدْ
- والنرجسُ الغضّ يرنو
- إلى البَهارِ المنضَّدْ
- كما أشارَ حبيبٌ
- إلى حَبيبٍ بموعِدْ
- والنهرُ بينَ اعتدالٍ
- مِنْ سيرِهِ وتَأوُّدْ
- كفعُوَانٍ تلوّى
- ثمّ استَوَى وتمدَّدْ
- كاَنَّ فيهِ سيوفاً
- مهنّداتٍ تُجَرَّدْ
- فتَارة ً هي تُنْضَى
- وتارة ً هي تُغمَدْ
- كأنَّ لينوفرَ النّهـ
- ـر فيهِ سراجٌ توقّدْ
- طوراً نُضِيء وطوراً
- بشدّة ِ الريحِ تخمَدْ
- كأَنَّ اَوراقَهُ الخضـ
- ـرَ بين مثنَى وموحَدْ
- أثارُ أخفافِ إبلٍ
- في تربة ٍ من زَبَرجَدْ
- إذا الصَّبا روَّحَتْه
- أَراكَ شَعْراً مُجَعّدْ
- وإنْ تأَنَّقَ للشّمْـ
- ـسِ فيهِ ضوءٌ مورّدْ
- حسبتَ أَنَّ لُجَيْناً
- يُدَافُ فيهِ بعَسْجَدْ
- ومطربُ اللّفظِ يُبدِي
- صبابَة َ المتَجَلّدْ
- كأَنَّ روحَ عُريضٍ
- في جسمِهِ يتردَّدْ
- كأَنَّما ابنُ سُرَيحٍ
- فيهِ يُجَاوِبُ مَعْبَدْ
- إذا اقترحتُ عليهِ
- وذاتُ خَدٍّ مُوَرّدْ
- أجابني ببَنانٍ
- فضّيّية ِ المتجرّدْ
- جعلتُ كفّيَ طوقاً
- لهُ وحجريَ مَقْعَدْ
- فَظِلْتُ أَلْهُو وشخصُ الرّ
- قيبِ عنديَ مُبْعَدْ
- حتى إذا اللّيلُ ألهى
- عنِ النّهارِ وألبَدْ
- وعانقَ اليثُ ظبيَ الكِـ
- ـناسِ في خيسِ مِجْسَدْ
- صَدَرتُ عن نَهَلاتِ الشَّـ
- ـبَابِ من خيرِ موعِدْ
- وخِلْتُ عَيشي من عِيشَـ
- ـة ِ الخليفة ِ أرغَدْ
- وما اللّذاذاتُ إلاّ
- لِمَنْ صبا وتمرَّدْ
المزيد...
العصور الأدبيه