الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> لستُ على عذلِكَ صَبَّارا >>
قصائدكشاجم
لستُ على عذلِكَ صَبَّارا
كشاجم
- لستُ على عذلِكَ صَبَّارا
- فلو تَشَا أقصرتُ إقصَارا
- واهاً لأَيَّامِ صِباً فَقْدُهَا
- أورَثَني همّاً وإكدارا
- أيَّامَ لا أُصبحُ إلاَّ فتى ً
- قد صَاحبَ الفتيانَ غيّارا
- وَكَمْ وَكَمْ رُحْتُ إِلى حانة ٍ
- وَكَمْ وكَمْ نَبهْتُ خَمّارا
- استغفرُ اللهِ وَكَمْ ليلة ٍ
- أحييتُها لهواً وأوزارا
- عانَقْتُ في ظُلْمَاتها شَادِناً
- بِفترة ِ الأَجفانِ سَحَارا
- فَقامُ يجلُو جُلنّاريَّة ً
- تُصيَّرُ الأضواءَ أنوارا
- يعقدُ ما بينَ كَثيبِ النّقا
- وبينَ غُصْنِ البَانِ زُنَّارا
- فإن يكُنْ ذاكَ الزّمانُ انقضى
- وبدَّلَ الأَحلاءً أَمرارا
- فالعيشُ طعمانِ لِمَنْ ذاقَهُ
- والدهرُ ما ينفكُّ أَطوارا
- وحبَّذا يومٌ بكرنابة ٍ
- والفجرُ قَدْ أَسفَرَ إِسفارا
- وكلّنّا مبتهجٌ مُمْتَطٍ
- طِرفاً يفوتُ الطَّرفَ خطَّارا
- كأنَّه مُن عُظْمِ تركيبهِ
- صوّرهُ الجبّارُ جَبّارا
- يخطُو على صُمٍّ إذا حَنَتهَا
- ألقَتْ على الأحجارِ أَحجارا
- كأَنَّنا في وقتِ إِرسَالِه
- نُضْرِمُ في أعطافهِ نارا
- يخبب خباباً سلوقيّة ُ
- تفوتُ أَوهاماً وأَبصارا
- مِنْ كلِّ حسناءَ طرازيّة ٍ
- تفوق الأَرنب إِحضارا
- يمدّ متنينِ امتداداً كما
- قَرَنْتَ بالطّومَارِ طومارا
- كَأنَّها صائمة ٌ أَقْسَمَتٍْ
- أَنْ تجعلَ الأَرنبَ إِفطارا
- وقد حملنا كُلَّ مُستَوفزٍ
- أَدَهُ الحاذِقُ واختارا
- يفتقُ حَمْلاقينِ عن مقلة ٍ
- يَخَالها النّاظِرُ دِينارا
- صادقة ٌ تُعملُ لحظاً إلى
- مَقَاتلِ الطّائرِ نظّارا
- مخاتلٌ لكن لهُ جلجلٌ
- لم يألُ إعذارا وإنذارا
- كأَنَّهُ شعلة ُ نارٍ إذا
- عاينَ فتخاءَ وحشنَارا
- أو عربيٌّ فاتكٌ ثائرٌ
- يخافٌ في تقصيرِه العارا
- فبينما تكفّفُ من غَربِها
- وكلّها تجذبُ اَستَارا
- صَارَ لنا برقٌ فناج ولو
- كانَ يخافُ الحينَ ما ثَارا
- فلم يزل في عَجَبٍ عَاجِبٍ
- يأخذُ ما دبَّ وما طارا
- فيا لهُ يوماً هَرَقْنَا به
- من دَمٍ ما صِدْنَاهُ اَنهارا
- وَلَّى وأُبقِي ذِكرُهُ بَعدَهُ
- لِسائرِ الطرَّادِ أَسمارا
- حتَّى إِذا نحنُ قَضَيْنَا بِهِ
- من عُذَرِ اللذَّاتِ أَوطارا
- مرحاً وقد سَّمطَ غلمانُنا
- خرائطاً تحمِلُ أَوتارا
- إلى محلٍّ حلَّ فيهِ النَّدى
- وصارَ فيهِ المجدُ مذ صَارا
- دارِ كريمٍ سيّدٍ أيِّدٍ
- بُورِكَ فيمن يسكنُ الدّارا
- تَلْقَاهُ فرداً في النَّدَى واحداً
- وجحفلاً في الحربِ جرّارا
- كأَنَّ في كفَّيهِ من جودِهِ
- وبأسهِ الجنَّة َ والنّارا
- لو أنَّ للأفلاكِ أخلاقَهُ
- كانتْ نجومُ اللّيلِ أقمارا
- يستعبِدُ الأَحْرَارَ معروفُهُ
- والعُرْفُ يستعبدُ أحرارا
- يشربُ شراوبة ً عُتِّقَتْ
- في الدّنّ أعصاراً وأعصارا
- حتَّى رأَينا اللّيلَ قد غَرَّبتْ
- جَوْزَاهُ بَلْ والنَّجْمُ قد غارا
- إِبٌقَ أَبا القاسِمِ واسْلَمْ فَقَدْ
- جعلتَ للآدابِ مَقدارا
- متَّعَكَ اللهُ بنعمائِهِ
- وزادَ في عمرِكَ أعمارا
المزيد...
العصور الأدبيه