الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> عرشُ العلا مُنهدِمٌ مُؤْتَفِكْ >>
قصائدكشاجم
عرشُ العلا مُنهدِمٌ مُؤْتَفِكْ
كشاجم
- عرشُ العلا مُنهدِمٌ مُؤْتَفِكْ
- مُذْ جَاوَرَ الأجداثَ عبدُ الملكْ
- هاتيكَ شَمسُ المجدِ مكسوفة ٌ
- وإنَّما تكسفُ شَمسُ الفَلكْ
- ماهي عينٌ سَفَكَتْ ماءها
- عليكَ بَلْ أرواحُها تنسَفِكْ
- كأنَّنا إذْ راعنا هلكُهُ
- لم نَرَ مخلوقاً سواهُ هَلِكْ
- حينَ تثّنى للنّدى غُصنُهُ
- وانتظمَ الأَمرُ لهُ واحتَبكْ
- واهتزّ كالسيفِ وأربى على الأ
- قرانِ في المحفلِ والمعْتركْ
- وبانَ عن أكفائِهِ مُفرداً
- بالحمدِ عن إحسانِهِ المشتَركْ
- وآضَ ركناً لبني هاشمٍ
- وصارماً إِن مسَّ شيئاً بَتَكْ
- وصارَ للكُلِّ إذا ما بدا
- يُقَال هذا بشرٌ أَمْ مَلَكْ
- وقالَ مولاهُ وأعداؤه
- تباركَ الرّحمنُ ما أكْمَلكْ
- راحَ عليه للّردى رائحٌ
- وكلُّ حيًّ سالكٌ ما سَلَكْ
- يا جبلاً راسَ على نعشِهِ
- كيفًَ أطاقَ النعشُ أن يحملَكْ
- وشاملُ الدّنيا بمعروفِهِ
- أنّى لأَكفانِكَ أن تشمَلَكْ
- وتأَملُ الآمالُ من بعدِهِ
- بِتَكِّ صبري عمرِكَ المنبتَكْ
- أبكيهِ لا للكأسِ بل للنّدى
- والبأسِ والفَتْكِ إذا مافَتَكْ
- أبكيهِ لِلخَصْمِ إذا ما احتَبَى
- لحجّة ٍ في مجلسٍ أو بَرَكْ
- أبكيه للشّمْلِ الشّتيتِ الذي
- حريمُهُ مِنْ بعده منهتِكْ
- أبكي فتًى تبكي لفقدانِهِ الـ
- ـغبراءُ فالخضراءُ ذاتُ الحَبكْ
- أبكي كريماً لو يرى مثلَهُ
- ثمّ رأى طلعة َ ضيفٍ ضَحكْ
- نادِبهُ قُلْ فيه ما شئتَ لَنْ
- يجحدَكَ الشّاني ولن يكذبَكْ
- ياساكنَ الأطرافِ أين الذي
- أعهدُهُ من حُسنِ ذاك الحَرَكْ
- يا لابسَ الأكفانِ قل لي لِمَنْ
- تركْتَ من بَعْدِكَ لبسَ التكَكْ
- ويا هلالاً مَحَقَتْ نورَهُ
- أيدي البلى ما أوحشَ المجدَ لَكْ
- زهدتَ في العيشِ وَقَبَّحْتَهُ
- عندي فَمَا في العَيْش لي من دَرَكْ
المزيد...
العصور الأدبيه