الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا >>
قصائدكشاجم
أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا
كشاجم
- أَبى الدَّهرُ إِلاَّ فعالاً خسيسا
- وصرفاً يُبدِّلُ نعماءَ بُوسا
- وكنتُ أرى منهُ وجهاً ضحوكاً
- فأَبدلني منهُ وَجْهاً عبوسا
- وَشَيَّبني حادثاتُ الزمانِ
- وأحداثُهُنَّ تُشيب الرؤوسا
- ونازعني الدَّهرُ ثوبَ الشَّبابِ
- فنازعني منهُ علقاً نفيسا
- تعاتبني أنْ أطلتُ الجلوسَ
- وعنْ عُذُرٍ أنْ أطَلتُ الجلوسا
- وقد يمكُث السَّيفُ في غمدِهِ
- مَصُوناً ويستوطِنُ الليثّ خيسا
- أَأَخْدُمُ من كانَ لي خادماً
- وأتبعُ مَنْ قد رآني رئيسا
- جَفوتُ النَّديمَ إذَنْ والمُدَامَ
- وأَصبحتُ بعدَكَ أُوذِي الجَليسا
- كأنِّي لم أَعْدُ في مقنبٍ
- أَفلُّ بِحَدِّ الخَميسِ الخَميسا
- واقتنصُ الوحشَ في بيدِهَا
- بمضمرة ٍ تجتذبْنَ المُروسا
- تروحُ الظّباءَ بأشخاصِهَا
- فتقبضُ قبلَ الرؤوسِ النُّفوسا
- كأَنَّ الكؤُّوسَ بايديهِمُ
- نجومُ سماءٍ تُلاقِي شُموسا
- ولَمْ أَدِرِ الكأَسَ في فتية ٍ
- تباكرُهَا قهوة ً خندَريسا
- ويا رُبَّ يومٍ تملَّيتُه
- سروراً ببطناسَ أو بانقوسا
- ويا حبَّضَا الدَّيرُ ديرُ البريحِ
- تجيبُ النَّواقيسُ فيها القُسُوسا
- وهيفاءَ لَوْ لَمْ تَمِسْ مَا اهتَدَى
- قضيبُ الرِّياضِ إلى أَنْ يميسا
- ولَوْ برَزَتْ لِنَصارَى المسيحِ
- لدانوا لها طاعة ً دونَ عيسى
- إذا شئتُ أُنطِقُ في حُجرِها
- لسانَ فصيحٍ يَهيجُ الرسيسا
- وآمِرة ٍ بركوبِ الفلاة ِ
- وأن أُعمِلَ الطَّيْرَ والعنتريسا
- رَأتني قنعتُ ولَمْ ألتمِسْ
- لقاءَ وجوهٍ تطُيلُ العُبوسا
- دعين أُمارِسُ صرفَ الزمانِ
- وألبسُ في كلِّ حين لُبُوسا
- فإنِّي رأيتُ فروعَ الكرامِ
- يَشِبْنَ إذا ما ابتَدَلْنَ العَروُسا
المزيد...
العصور الأدبيه