الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> أيُّ حِرَاكٍ غالَ منكَ السكونْ >>
قصائدكشاجم
أيُّ حِرَاكٍ غالَ منكَ السكونْ
كشاجم
- أيُّ حِرَاكٍ غالَ منكَ السكونْ
- ونارٍ كيسٍ أطفأتْهَا المُنونْ
- يا بشرُ إنْ تُودِ فكُلّ أمرىء ٍ
- بمثلما صرتَ إليه رَهِينْ
- أو تُمْسِ غصناً في الثّرى ذاوياً
- فقد ذَوَتْ قبلَكض فيهِ غُصُونْ
- أَو يَبْلُ من خُسنِكَ رَيْعَانُهُ
- فهكذا تنمي وَتَبْلى القُرُونْ
- وليس مملوكٌ ولا مَالِكٌ
- بخالدٍ كُلٌّ بموتٍ رَهينْ
- منْ لِدَواة ٍ كنتَ تُعْنَى بها
- عناية ً تعجزُ عنها القُيُونْ
- أَمْ مَنْ لحاجاتٍ إذا ما مضى
- فيها مَضَى وهو لِنُجْحٍ ضَمِينْ
- أمْ منْ لكُتْبٍ كنتَ في طيّها
- أسرعَ مما تمتلي في الجُفونْ
- أمْ مَنْ لتذليلِ صعابٍ إذا
- بَاشَرَها سهّلَ منها الحَرُونْ
- أمْ مَنْ لكاسٍ ولدا مشيه
- فيها لهُ من كلّ فنٍّ فُنونْ
- يطوي الطوايرَ بلا كلفة ٍ
- واللصقُ في الإلصاقِ لا يستَبِينْ
- ظبْيُ كناسٍ يزنيه الرّدى
- والليثُ لا يدفعُ عنهُ العَرِينْ
- وجهٌ على البابِ إذا أمّه
- رزقٌ وللكوكبِ حِصْنٌ حَصِينْ
- يميّزُ الناسُ بتمييزه
- منازلَ فيها شريفٌ ودُونْ
- طَاهي قُدُورٍ طيّبٌ كفّه
- مذاقُها فالغَثُّ فيها سَمينْ
- يرمي إلى المفصلِ سِكّينَهُ
- فَقَبْلَ أنْ تقربَ منهُ يَبينْ
- يا ناصحي إذْ ليسَ لي ناصحٌ
- ويا أميني إذ يخونُ الأَمينْ
- لّما دّفَناكَ رَجعنَا وفي الأَحـ
- ـشَاءِ من فَقْدِكَ داءٌ دَفِينْ
- أمتَعْتْنَي حيّاً وآجرتني
- ميتاً فحظّي منكَ دُنْيَا وَدِينْ
- كنتَ لأَسراري فأصبحتَ قد
- أُبيحَ من سريَ حِمَاهُ المَصُونْ
- وكنتَ لي أنساً فلا أُنْسَ لي
- وكنتَ عوناً فبمَنْ ستعيِنْ
- إنْ تخلفِ الآمالُ في عُمْرِهِ
- فلا تَكنْ تُخْلِفُ فيهِ الظّنونْ
- تغدوا مع الكتَّابِ غلمانُهُمْ
- ووأعتدي وَحْدِي وما لي قَرينْ
- ولو أشا اعتضْتُ ولكنَّ ما
- يعتاضُ إلاّ تاجرٌ أو خَؤُونْ
- فاترة ٌ ألحاظُهُ طَالمَا
- جرَّدَ من ذاكَ الفتورِ العُيونْ
- منقادة ٌ للموتِ أَعْضاؤوهُ
- يضعفُ أن يُسمَعَ فيه الأَنينْ
- اسألهُ وهوَ على مَا بهِ
- مقنع لِقولي ومجيبٌ مُبينْ
- يذبلُ شيئاً بَعْدَ شيءٍ كما
- يذبلُ بعد النظرة ِ الياسَمينْ
- يا موتُ أخليتَ مكانَ الذي
- لهُ مكانٌ من فؤادي مَكيِنْ
- يا موتُ لو غَيْرُكَ أَودَى بهِ
- ما كنتُ أستجدي ولا أستَكينْ
- ما زالَ بِشرِي ليّناً بشرُهُ
- متّبعاً حتّى أتاهُ اليَقِينْ
- فالدّمعُ جارٍ والأَسى في الحَشَا
- ثاوٍ وقلبي مستطارٌ حَزِينْ
- عينٌ أصابَتْهُ فلا متعة ٌ
- والعينُ لا تفضُلُ عنها العٌيوُنْ
- فكيفَ حالي بعدَ منْ هذهِ
- صِفَاتٌ منَ الخيرِ فيهِ تَكُونْ
المزيد...
العصور الأدبيه