الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عماد الدين الأصبهاني >> تغنم زمان الجود في اللهو واسبق >>
قصائدعماد الدين الأصبهاني
- تغنم زمان الجود في اللهو واسبق
- وفز باجتماع الشمل قبل التفرق
- هلموا نسابق نحو مشمس جلق
- وثم لما نهوى على الأكل نلتقي
- تصفر شوقا لانتظار قدومنا
- ومن يتعشق ذا الفضائل يشتق
- وما رمقت للشوق رمد عيونه
- فإن تترفق منه تنظر وترفق
- إذا حضرت أطباقه غاب رشدنا
- لما يتلاقى من مشوق وشيق
- لأن مذاب الشهد فيه مجسد
- أجد له عهد الرحيق المعتق
- وما اصفر إلا خوف أيدي جناته
- فليس له أمن من المتطرق
- حكى جمرات بالفضا قد تعلقت
- فيا عجبي من جمرة المتعلق
- كأن نجوم الأرض فوق غصونه
- فيا حيرتي من نجة المتألق
- وجناتها محمرة وجناتها
- فمن يرها مثلي يحب ويعشق
- بدت بين أوراق الغصون كأنها
- كرات نضار في لجين مطرق
- تساقطها أشجارها فكأنها
- دنانير في أيدي الصيارف ترتقي
- ومشمش بستان الزكي بشهده
- شهادته تقضي فزك وصدق
- يقول رفيقي في دمشق تعجبا
- أما لك بستان مقالة مشفق
- فقلت إلى باب البريد وسوقه
- لأمثالنا تجنى بساتين جلق
- ولو كان لي بالسهم سهم وجدت لي
- منالي بأيام الثمار ومرفقي
- إذا كنت مبتاعا من السوق مشمشي
- فما لي إلا لذة المتسوق
- وما لي بأرباب البساتين خلطة
- فيصبح في حيطانها متسلقي
- كرام وثوقي في الشتاء بودهم
- ولكنهم في الصيف ينسون موثقي
- وما ثم من يجدي ويقري ويقتني
- ثنائي سوى المحيي الكريم الموفق
- وذلك يوم واحد ليس غيره
- أمن أجل يوم واحد قلت لي اسبق
- على أنني لو قيل بالصين دعوة
- أثرت إليها لوعة المتحرق
- فإن جئت قبلي جلقا فارم منعما
- حديثي ينادي المنعمين وحلق
- لعل كريما ينتخي لضيافتي
- بمشمشة عند القدوم وينتقي
- فلا تنس نشو الدين نشوة خاطري
- وقل عن صبوحي كيف شئت ورقق
- وهات وساعدني وخذ من قريحتي
- لطيمة داري من الحمد واعبق
المزيد...
العصور الأدبيه