الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عماد الدين الأصبهاني >> استوحش القلب مذ غبتم فما أنسا >>
قصائدعماد الدين الأصبهاني
- استوحش القلب مذ غبتم فما أنسا
- وأظلم اليوم مذ بنتم فما شمسا
- ما طبت نفسا ولا استحسنت بعدكم
- شيئا نفيسا ولا استعذبت لي نفسا
- قلبي وصبري وغمضي والشباب وما
- ألفتم من نشاطي كله خلسا
- وكيف يصبح أو يمسي محبكم
- وشوقكم يتولاه صباح مسا
- عادت معاهدكم بالجزع دراسة
- وإن معهدكم في القلب ما درسا
- وكنت أحدس منكم كل داهية
- وما دهانا من الهجران ما حدسا
- لما هدت نار شوقي ضيف طيفكم
- قريته بالكرى أذرار مقتبسا
- ورمت تأنيسه حتى وهبت له
- إنسان عيني أفديه فما أنسا
- أنا الخيال نحولا فالخيال إذا
- ما زارني كيف يلقى من به التبسا
- لهفي على زمن قضيته طربا
- إذ لم أكن من صروف الدهر محترسا
- عسى يعود شبابي ناضرا ومتى
- أرجو نضارة عود للشباب عسى
- وشادن يغرس الآساد ناظره
- فديته شادنا للأسد مفترسا
- في العطف لين وفي أخلاقه شوس
- يا لين عطفيه جنب خلقه الشوسا
- إن بان لبس مضينا لاجئين إلى الفتى
- الحسام بن لاجين بنابلسا
- يميت أعداءه بأسا ونائله
- يحيي رجاء الذي من نجمه أيسا
- ممزق المازق المنسوج عثيره
- وقد محا اليوم ليل النقع فانطمسا
- لا زلت مستويا فوق الحصان وفي
- حصن الحفاظ ومن عاداك منتكسا
- قل للمليك صلاح الدين أكرم من
- يمشي على الأرض أو من يركب الفرسا
- من بعد فتحك بيت القدس ليس سوى
- صور فإن فتحت فاقصد طرابلسا
- أثر على يوم انطرسوس ذا لجب
- وابعث إلى ليل أنطاكية العسسا
- وأخل ساحل هذا الشام أجمعه
- من العداة ومن في دينه وكسا
- ولا تدع منهم نفسا ولا نفسا
- فإنهم يأخذون النفس والنفسا
- نزلت بالقدس فاستفتحه ومتى
- تقصد طرابلسا فانزل على قدسا
- يا يوم حطين والأبطال عابسة
- وبالعجاجة وجه الشمس قد عبسا
- رأيت فيه عظيم الكفر محتقرا
- معفرا خده والأنف قد تعسا
- يا طهر سيف برى رأس البرنس فقد
- أصاب أعظم من بالشرك قد نجسا
- وغاص إذ طار ذاك الرأس في دمه
- كأنه ضفدع في الماء قد عطسا
- ما زال يعطس مزكوما بغدرته
- والقتل تشميت من بالغدر قد عطسا
- عرى ظباه من الأغماد مهرقة
- أدما من الشرك رداها به وكسا
- من سيفه في دماء القوم منغمس
- من كل من لم يزل في الكفر منغمسا
- أفناهم قتلهم والأسر فانتكوا
- وبيت كفرهم من خبثهم كنسا
المزيد...
العصور الأدبيه