الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> يغالبني فرطُ الغرام على الصبر >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- يغالبني فرطُ الغرام على الصبر
- ولا صبر لي عن صورة الشمس والبدر
- ويعذلني في الحبِّ خلوٌ ولو درى
- به كفَّ عن عذلي وقصر عن زجري
- تحيرتُ في أمري وإني لعارف
- بأمري ولكني غلبت على أمري
- وصار عليَّ القلبُ والطرف في الهوى
- نصيرين للظبي الذي لج في الهجر
- ألا أيها الظمآن ها ماء مقلتي
- ويا قابس النيران ها النارَ من صدري
- أبى لجفوني فيك أن تطعم الكرى
- وللقلب أن يخلو من الهمّ والفكر
- وذبتُ فلو ألقيتُ في كأس خمرة ٍ
- لما غصّ بي في كأسها شاربُ الخمر
- وكم لذة لي قد نعمتُ بطيبها
- ولم تكُ فيما بيننا ريبة تجري
- تطوف علينا بالمدام سبيّة ٌ
- لها جفن عين قد تكحّل بالسحر
- بدت تحت أرواق الظلام كأنما
- تواجهني من وجهها ليلة ُ القدر
- وليلٍ جثمنا تحتهُ فتطايرت
- لوقع المطايا جاثماتُ القطا الكُدري
- تسير بنا حتى إذا عزَّ جانبٌ
- من السهل أدنتنا إلى الجانب الوعر
- كواكبُ ركب في كواكبِ ظلمة ٍ
- تسير كما تسري وتجري كما تجري
- إلى سيّدٍوافت فأوفاني المنى
- إلى غرّة أوفت على غرّة البدر
- إلى السيد المفضال والماجد الذي
- حوى المجدَ قدماً بالمفاخر والقدر
- ولما ونت بزلُ المطايا حثثتُها
- بقولي لها سيري إلى معدن الفخر
- فلما أحسّست أنك القصدُ أسرعت
- رواحاً وأغنتني عن السوط والزَّجر
- فكان لسعدٍ لا لنحس مناخها
- على باب من أغنت يداه عن القطر
- كريم لهُ من أظلم الناس شاعرٌ
- يشبههُ بالغيث والقطر والبحر
- وما زال ذا ذهنٌ صحيح وخاطرٍ
- وذكر وفكرٍ لا يقاس إلى فكر
- وإن ناب خطبٌ لم يكن دفعهُ سوى
- صدورِ العوالي والمهنّدة ِ البُتر
- رمت صفحة ُ الأعراب كفَّ سحابه
- بسهم الندى فاهتزّ في صفحة الدهر
- أديبٌ لبيبٌ ماجد متكرّمٌ
- كريم المحيّا طيّبُ الأصل والذكر
- ألا أيها القيلُ الكريمُ ومن سما
- بمجد وإحسانٍ على قمة النّسر
- تقيك الردى نفسٌ عليَّ كريمة
- تحبّك حبَّ الأمن في زمن الذعر
- لقد رفع الرحمنُ قدركَ في الورى
- كما في الليالي شرفت ليلة ُ القدر
- فإن كنت من جنس البرايا وفقتهم
- فللمسك نشرٌ ليس يوجد في العطر
- إليك عروساً من قريض زففتها
- إليك فخذ يا أبرع الناس بالشكر
- فما عزة الانسان إلا حديثهُ
- فعش أنت في خير الحديث الذي يجري
- وعش أبداً مالاح في الجو طائر
- وما هتفت ورقاءُ في غُصن نضر
المزيد...
العصور الأدبيه