الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- وليَّ ولم يقض من أحبابه وطرا
- لما دعاه منادي الشوق لا وزرا
- قد كان يكذبُ أخبارَ النوى أبدا
- فالآن يصدق خبر الرحلة الخبرا
- كم عاهدَ الدمعُ لا يغري بجريته ال
- واشي فلما استقلت ظعنهم غدرا
- وللمحبّ شهيدٌ غيرُ مكتتم
- من مقلتيه أسرّ الحبَّ أو جهرا
- وفي الهوادج رئمٌ لو عصرتَ ضحى
- ماءَ النضارة من خدّيه لا نعصرا
- هيفاءُ فاترة ُ الألحاظ مقلتها
- وأقتل اللحظ للعشاق ما فترا
- إن كنت ممن لهُ في نفسه أربُ
- فامنع جفونكَ يوم الموقف النظرا
- مرّت بنا فيه أعرابية فتنت
- بالحسن من حجَّ بيت الله واعتمرا
- ترمي الحجيجَ فتصميهم ويرشقها
- راميهمُ فيوليّ سهمهُ هدرا
- رمتك واستترت في خدرها وكذا ال
- قنّاصُ إن رامَ صيدَ الأبدة استترا
- فربّ صبّ تمنّى أنه حجرٌ
- في البيت حين أكبَّت تلثم الحجرا
- إن الحجاز سقاهُ الله غادية ً
- أرضٌ مولدة ٌ في الأعين الحورا
- سل اللياليَ هل أُعطي القيادَ وهل
- جردنَ مني إلا صارماً ذكرا
- عضباً يزينك بين القوم َملبسهُ
- وإن ضربتَ به في معرك بترا
- كن مثل دهرك إن حاربته أبداً
- إن يستقم فاستقم واعثر إذا عثرا
- وإن صفا لك لونُ الدّهر فاصف لهُ
- وإن تلوّن ألواناً فكن نمرا
- واجعل أبا طاهر من كل نائبة ٍ
- جاراً تجدهُ منَ الأيام منتصرا
- لا تطلبِ الجودَ إلا من أنامله
- وكيف تطلبُ بعد الرؤية ُ الأثرا
- أغرُّ لو لمست كفاه جلمدة ً
- صلداً لأنبعَ في أقطارها نهرا
- تعودت كفُّهُ بذل النَّوالِ فلو
- أراد تغييرها عن ذاك ما قدرا
- فقد وصلتُ بآمالي إلى ملكٍ
- تعنو الملوكُ لهُ فضلاً من الأُمرا
- لأنَّ راحتهُ بحرٌ فليس لها
- ردٌّ ومن ذا يردُّ البحر إن زخرا
- لا تنكرن نفيساً من مواهبه
- فالبحرُ من شأنه أن يلفظ الدُّررا
- ينبيك عن جودِ كفيه تبسُّمُهُ
- والبرق عادتهُ أن يقدم المطرا
- قد وافق الفلك الدوَّار بغيته
- وحالف النصر والتأييدَ والظَّفرا
- لو لم يفد سفري ذا غيرَ رؤيته
- لكنت أربح من فوق الثرى سفرا
- تعنو لابلجَ طلق فوقَ عرته
- تاجٌ من النّور يعلوه إذا سفرا
- إذا تبدى نهاراً خلتَ غرّتهُ
- شمساً وإن لاح ليلاً خلته قمرا
- ملك إذا عشتُ مختصاً بحضرته
- يوماً عدلتُ به من عيشتي عمرا
- تعدي السيوف بيمناه صرامتهُ
- فلو أشار بنابي الشَّفرتين برى
- نلقى الكهامَ إذا ما كان حاملهُ
- صمصامة ً ذكراً صمصامة ً ذكرا
- قد زاد شعريَ حسناً أنني رجلٌ
- نظمتُ من وصفه في الشعر ما نثرا
- إذا غدا المدحُ في وصف امرئٍ غرراً
- غدت مناقبهُ في مدحه غررا
- قد جلَّ جودك قدراً بل علا شرفا
- من أن تقاس إلى الاشباه والنُّظرا
- أقلّ قدرك أن تدعى الأميرَ كما
- أقل قدري أن أُدعى من الشُّعرا
- فليهن دجلة َ أنّ البحرَ جاورها
- وليسحب القصر ذيل التيه إن قدرا
- فالقصرُ قد حاطهُ بحران دجلتهُ
- بحرٌ وكفُّك بحرُ يقذف الدُّررا
- إن كنت أشرعت باباً أو فتحت فكم
- فتحتَ في المجد باباً يدهشُ البشرا
- وعير مستنكر ذا في عُلاك ولو
- كان المسامير منه أنجماً زهرا
- فاسعد به فلو أنَّ الدهرَ أنصفهُ
- للامست حافتاه الشمسَ والقمرا
- لوأنَّ ذا العرش لم يختم نبوته
- حتماً لأنزلَ في تفضيلك السُّورا
- قضى الإله لك الحسنى وقدّرها
- ومن يردُّ قضاء الله والقدرا
- كم جبت نحو عبيد الله من بلدٍ
- لولاه لم اعتسفهُ طالَ أو قصرا
- ولم تكن آمدٌ والله يحرسها
- داري ولم تكُ خيلي تألف الحضرا
- لو أنه جاد بالدنيا بأجمعها
- لسائل لاستحى من ذاك واعتذرا
- ومن يكن مثلهُ في بعد همته
- يرى العظيم من الأشياء محتقرا
- أفديه ما أشرقت شمس النَّهار ضحى
- وحن ليل ولاح الصبحُ فانفجرا
المزيد...
العصور الأدبيه