الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
- فما الخطبُ أيضاً في امتناع خيالهِ
- نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه
- زوالُ منامي علّة ُ لزوالهِ
- فدى الصبّ من لم ينسهُ في بلائه
- وينسى اسمهُ من كان في مثل حاله
- ومن صار سجني قطعة ً من صدوده
- وطولُ التنائي قطعة من ملاله
- ولم تر عيني حاسدين تباينا
- عليه سوى قلبي وتربُ نعاله
- وإني لأطويه حذاراً وإنما
- يخاف اغتيال الجرح عند اندماله
- ألا بأبي الغصنُ النضيرُ وإنما
- كنيتُ به عن قدّه واعتداله
- ولا بأبي بدر المحاق وإنما
- يفدّى إذا حاكاه عند كماله
- ولا حبذا نورُ الأقاحي عابساً
- ويا حبّذاهُ ضاحكاً في ظلالهِ
- فإن فاقهُ ثغرُ الحبيب فإنما
- أقرّ بما أعيا وجود مثالهِ
- وما حُسن هذا الشعر إلا لنفثة ٍ
- لهُ في فمي من قبل قطع وصاله
- نطقت بسحرٍ بعدها غير أنهُ
- من السّحر ما لم يختلف في حلاله
- كذاك ابن سيرين بنفثة يوسف
- تكلم في الرؤيا بمثل مقاله
- ألا اصرف إلى صدغيه لحظكَ كلّهُ
- ودع لحظهُ مستعملاً من نصاله
- ترى فيهما نونين عطّل واحد
- وآخر معجومٌ بنقطة خالهِ
- وما الوقفُ إلا في الوزارة إنها
- عقيلتهُ محفوفة ٌ باعتقاله
- أتستغربُ العلياءُ أحمد ناشئاً
- وقد بان منه الفضلُ قبل فصاله
- صغيراً تربّيه المعالي وفاضلاً
- تسودَّ من إقباله في اقتباله
- أراني وقد أعيا على الفكر أمره
- على أن فكري غائض فياحتفاله
- إذا ما حوى أعلى المراتب ناشئاً
- فماذا الذي يبقي لحين اكتهاله
- نعم إنّ غاياتِ الجواد إذا انتهى
- إليها تبقى فضلة ٌ في خلاله
- رأوا فضله فاستحسنوه وأمسكوا
- وقوفاً على أقدارهم بخصاله
- فأبقوا لهُ في الفضل كثرة شكرهم
- وأبقى لهم في الفخر قلة َ ماله
- وعقلٌ كعذب الماء من يظم عقله
- لعقل سواه فهو عذبٌ زلاله
- إلى أدبٍ مثل الهواء أو الهوى
- مع الروح يجري جائلاً في مجاله
- وذهنٍ لو الكافور يمنع حرّه
- لأزرى بفخر المسك عند اعتماله
- وما كان ذا التشبيه إلا تحاملاً
- عليه ولكن فضلهُ في احتماله
- ويا سيدي عبدٌ دعاك معوّلاً
- عليك ولم يخطر سواك بباله
- وهل يستعين المرء من قعر هوّة ٍ
- لإخراجه إلا بأقوى حباله
- وأنتم أناس فضلهم غامرُ الورى
- فما بال مثلي داثراً في انخماله
- أأبصرتموه شافعاً بسواكمُ
- وأنتم بعيدُ وهو في ضيق حاله
- وإذ صار سعد وابنهُ معقلاً لهُ
- فما العذر من إطلاقه من عقاله
المزيد...
العصور الأدبيه