الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> قولا له هل دارَ في حوبائهِ >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- قولا له هل دارَ في حوبائهِ
- أن القلوبَ تُحومُ حولَ خبائهِ
- رئم إذا رفعَالستائرَ بيننا
- أعشاني اللألاءُ دون روائهِ
- نمَّ الضياءُ عليه في غسقِ الدُّجى
- حتى كأن الحسن من رقبائه
- أهدى لنا في النوم نجداً كلّهُ
- ببدوره وغصونهِ وظبائهِ
- وسفرنَ في جنح الدجى فتشابهتْ
- في الليل أنجمُ أرضه وسمائهِ
- وجلا جبيناً واضحاً كالبدر في
- تدويره وبعاده وضيائه
- حتى إذا حطَّ الصّباح لثامه
- ومضى الظلامُ يجرُّ فضلَ ردائه
- و الزهرَ كالحدق النّواعسِ خامرت
- نوماً وما بلغتْ إلى استقصائه
- حيّا بكأس رضابه فرددتها
- نفسي فداءُ رضابهِ وإبائه
- ورأى فتى ً لم يبق غيرُ غرامه
- وكلامه وعظامه وذمائه
- قلبي فداؤك وهو قلبٌ لم يزلْ
- يذكي شهابَ الشوق في أثنائه
- جاورتهُ شرَّ الجوارِ وزرته
- لما حللت فناءه بفنائه
- احرق سوى قلبي ودعه فإنني
- أخشى عليك وأنت في سوادئه
- فمتى أجازي من هويتُ بهجره
- وصدوده والقلب من شفعائه
- ما أبصرتْ عيناي شيئاً مونقاً
- إلا ووجهك قائمٌ بإزائه
- إني لأعجب من جبينك كيف لا
- يطفي لهيبَ الوجنتين بمائه
- لا يطمعنّك نورُ كوكب عامر
- فوراء قرب سناه بعدُ سنائه
- حتى سيوف رجاله وهي القضا
- أشوى جراحاً من عيون نسائه
- لله عزمٌ من وراء تهامة ٍ
- نادى فثرتَ ملبّياً لندائه
- حتى ظفرتَ من المظفر بالمنى
- عفواً وتهتَ على الزمان التائه
- بمهذّبٍ لولا صفيحة ُ وجهه
- لجرى على الخدين ماء حيائه
- لا خلقَ أعظمُ منهُ عندي منة ً
- إلا زمان جاد لي بلقائه
- ينبيكَ رونقُ وجهه عن بشره
- و السيفُ يعرف عتقهُ من مائه
- سمح الخليقة والخلائق وجههُ
- بشرٌ يبشّرُ وفدهُ بعطائه
- زان الرئاسة وهي زينٌ للورى
- فازداد رونقُ وجهها بعلائه
- كالدّر يحسنُ وحده وبهاؤه
- في لبّة الحسناء ضعفُ بهائهِ
- ما زالَ يطرد ماله بنواله
- حتى حسبنا المالَ من أعدائه
- يبني مآثره ويهدمُ مالهُ
- و المجدُ ثالثُ هدمه وبنائه
- وترى العلاءَ يحفّهُ بيمينهِ
- وشماله وأمامه وورائه
- وترى له حلماً أصمَّ ونائلاً
- ندساً يجيب الوعد قبل دعائه
- من للكرام بأنْ ترى أبواعهم
- كذراعه ومديحهم كهجائه
- هيهاتَ يشركهُ الورى في مجده
- أبداً وإن شركوه في أسمائه
- حلوُ الثناءِ ممدّحٌ يلهيك عن
- حسن الثنايا الغرّ حسنُ ثنائه
- نطقَ العداة بفضله لظهوره
- كرهاً وقد حرصوا على إخفائه
- لما تزايد في العلوِّ تواضعاً
- لله زاد الله في إعلائه
- يسقي الفتى الصادي إلى معروفه
- بالريّ ماءَ حبابه وحبائه
- إن حلّ حلّ الجودُ في أفنائه
- أو سار سار النصرُ تحت لوائه
- بعساكر من جنده وعساكر
- من بأسه وعساكر من رايه
- يخفي النوالَ بجهده فيذيعهُ
- وإماتة المعروف من إحيائه
- سلبتْ خلائقهُ الرياضَ أريجها
- والماءَ طيبَ مذاقه وصفائه
- أعدى أنابيبَ اليراع بفهمه
- ونفاذه فمضين مثل مضائه
- إن المخالبَ في يديْ ليث الشّرى
- تمضي وتنبو في يمين سوائه
- يرضي الكتيبة والكتابة والندى
- بفعاله ومقاله وسخائه
- يجلو الخطابة والخطوبَ بكفّه
- قلمٌ يرجى الرزقُ في أثنائه
- وكتيبة قرأتْ كتاباً منك فان
- فضّت كما فضّتْ ختام سحائه
- لما تأمّلَ ما حواهُ كميُّها
- رقصتْ بناتُ الرعب في أحشائه
- وكأنَّ أسطرهَ خميسُ عرمرم
- وهلالَ رايتهِ استدارة ُ رائه
- كذب المبخل للزمان وأنت من
- جدوى أناملهِ ومن إهدائه
- زان البلادَ وأهلها بك فاستوى ال
- أموات والأحياءُ في آلائه
- أم الزمانُ وإن أساء ملامتي
- أألوم دهراً أنت من أبنائه
المزيد...
العصور الأدبيه