الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- علا بك نجمُ الدين فاشتدَّ ناصره
- ورفرفَ بالتوفيق واليمن طائره
- تسايرك العلياءُ والمجدُ مثل ما
- يصاحب شخصاً ظلهُ ويسايره
- طلعتَ لدين الله شمساً تحفها
- غمائمُ جود ما تغبُّ مواطره
- فلا ضوءَ شمس الدين يقشعُ غيمها
- ولا الغيمُ منها مانعُ الضوء ساتره
- لقد نسيت طيٌّ بجودك حاتماً
- وأغنامهم عن غائب الفخر حاضره
- وخوّلهم ما ينبتون به العلى
- ويغنون ما تبقى عليهم مآثره
- فمن جاد من طيّ شكرناك دونهُ
- لإعطائك الطول الذي هو ناشره
- ومن يردِ الغدران يرجع ثناؤه
- على المزن إن الغدرَ مما تغادره
- يشُلُّ العدى خوفُ الأمير إذا ونت
- كتائبهُ عن سلمهم ومناسره
- إذا ما احتمى بالجيش ملك فإنما
- بذكر أبي الذّواد نحمي عساكره
- كفاهُ من الأعوان في الرّوع بأسهُ
- فأغنتهُ عن نصر الجيوش بواتره
- وما الليثُ محتاجٌ إلى نصر غيره
- إذا سلمت أنيابه وأظافره
- هو السالب الأعداء في ساحة الوغى
- ويسلبه في ساعة ِ السّلم زائره
- مواهبهُ مما أفادت سيوفهُ
- ولولا بروقُ المزن ما انهلَّ ماطره
- هو البحر إن صادمتهُ تبقَ وسطهُ
- غريقاً وإن تستجد تأت جواهره
- ولم أرَ جوداً غيرَ جود ابن دغفل
- معيناً إذا استرفدتهُ فاز زائره
- مفرَّقة ٌ في كلَّ وفد هباتهُ
- مقسمة ٌ في كل نجدٍ خواطره
- إذا ما أتى بالجود نحلفُ مالهُ
- نظيرٌ أتت من راحتيه نظائره
- فقد شرَّد الأموالَ نفياً كأنما
- تألَّى يميناً أنها لا تجاوره
- فتى جدّهُ في المكرماتِ وهزلهُ
- وباطنهُ في المأثرات وظاهره
- فللجود والهيجاء والحلم شطرهُ
- وللنقض والإبرام والحزم سائره
- غدا كلُّ مجدٍ محدقاً بمفرّج
- كما كشفت إنسانَ عين محاجره
- ونيطت بهِ الآمالُ والحربُ والعلى
- وليداً وما نيطت عليهِ مآزره
- يخبّرنا عن جودهِ بشرُ وجههِ
- وقبلَ انصداع الفجر تبدو بشائره
- ويصدق فيهِ المدح حتى كأنما
- يسبّح من صدق المقالة شاعره
- وروّع أملاكَ البريّة يافعاً
- فكيف بهِ لما استمرت مرائره
- إذا المهرُ بذَّ الخيل في عنفوانه
- فكيف تدانيه إذا فرَّ فاطره
- يجول بهِ نهد المراكل لم تزل
- تواطئُ هاماتِ الرّجال حوافره
- يظلُّ عليها متلئباً كأنه
- خطيبُ أناسٍ والرؤُوس منابره
- كميٌّ تحاماه الكماة ُ كأنما
- تناط على ليث هزبرٍ مغافره
- يكادُ لادمان القراع حسامهُ
- يسابقهُ نحو الطُّلى ويبادره
- فإن تعلُ قحطاناً ففي الليل أنجمُ
- ولا يستوي أغفالهُ وزواهره
- ولا يستوي حدّ الحسام وصفحه
- ولا أول الرمح الأصمّ وآخره
- يشابههُ في رؤية العين غيره
- ويبعد شبهاً حين تأتي مفاخره
- أرى الناسَ مثل الماء مشتبهَ الروا
- ولا يتساوى إذ يكون تجاوره
- لقد جادني من جود كفّيه وابلٌ
- فأصبحتُ روضاً والقوافي أزاهره
- وأعلم أني لستُ مدرك وصفه
- أيدرك عرض الجوّ بالكف شابره
- وماليَ في مدحيه شيء لأنني
- نظمتُ من الدرّ الذي هو ناثره
- ليهنك عيدٌ قد أطلت سعوده
- وشهرُ صيام ودعتك أواخره
- وقد كسبت أيامهُ منك رفعة ً
- كذي المسك يُعدي ريحه من يجاوره
- فعش عمر هذا المدح فيك فإنه
- سيبقى إلى يوم القيامة غابره
- رصدت العلى في ملتقى طرُقِ الندى
- فلا غرو أن صارت إليك مصائره
المزيد...
العصور الأدبيه