الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> عصرت معدا معك الأناة ُ المعصرُ >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- عصرت معدا معك الأناة ُ المعصرُ
- ولمثل فرقتها المدامعُ تذخرُ
- رحلت ضحى ولكلّ قلبٍ حيرة
- في حسنها ولكلّ عين منظرُ
- عبث النعيمُ بها فصوَّر جسمها
- خلقاً جديداً والنعيمُ يصور
- بكرت طلائعُ للمشيب بلمتي
- إن المشيب إساءة ٌلا تغفر
- ويقال إن الشيء يألف شكلهُ
- والبيضُ عن بيض المفارقِ تنفر
- لا نحلها فلكلّ لومِ موضعٌ
- والعرف في بعض المواضع ينكر
- والشيبُ صبحٌ والسواد دُجنّة
- والليلُ أصلح للوصال وأستر
- كنا نضيف إلى الغراب فراقنا
- فإذا المشيب هو الغرابُ الأزهر
- كيف السبيلُ إلى لقائك في الدجى
- والليلُ حيث حللتِ منه مقمر
- يتحيّف القمر المحاق تحيفاً
- وهلال خدك كل وقت مبدر
- وتحلّ بالبيداء حصناً سوره
- زرقُ الأسنّة والعجاجُ الأكدر
- يقتاد من ألحاظنا لوداده
- فكأنها جندٌ لديه وعسكر
- تعصي قلوبُ ذوي الهوى أربابها
- فيهِ فكلٌّ في هواه مسخّرُ
- وكأنهُ من يمن حيدرة َ استعا
- ر النصر فهو على القلوب مظفّر
- أو من جلالته استعار جمالهُ
- فعيوننا عنهُ تكلُّ وتحسرُ
- ملك لهُ في كل أرضٍ نعمة ٌ
- وبكلّ معترك ثناءٌ يؤثر
- ولسيفه في كلِّ هامٍ موردٌ
- ولرمحه في كل صدرٍ مصدرُ
- متقلّد من رأيهِ وحسامه
- سيفين ذا يخفى وذلك يظهر
- صيغت لحيدرة بن يملولٍ يدٌ
- منها المنايا والمنى تتحدّر
- يجلو إذا عبس اللئيم لوفده
- وجهاً لماء البشر فيه مخبرُ
- طلقٌ كصفح السيف إلا أنه
- في جانبيهِ من البشاشة جوهر
- وترى عداه إذا رأوه وحده
- جيشاً لهُ ظهر الحصان معسكر
- كم ردّ دون الدارعين بنفسه
- جيشاً يضيقُ به الفضاءُ الأقور
- للنَّقع فيه وللجوارح فوقهُ
- ستران أدكن ذا وذاك محبر
- تعرى الوهاد وتكتسي من جنده
- طرزاً وتنتقب الجبالُ وتسفر
- قسم الفلا شطرين تحت مسيره
- شطراً يسير به وشطراً ينصر
- إن شئتَ أنصار الحمام فناده
- والخيل تعثر بالقنا يا حيدر
- وكأنّ صدرَ قناته يوم الوغى
- سلكٌ وابطال الفوارس جوهر
- متيقظ في كلّ جارحة ٍ لهُ
- مخصوصة ٌ قلبٌ وعينٌ تنظر
- للجود ما تحوي يداه وما حوى
- والمجد ما يخفي الحياءُ ويظهر
- أما الإمام فإنهُ لك شاكرٌ
- واللهُ أرضى منهُ عنك وأشكر
- آليتُ أستسقي الغمائم بعدها
- ويمينُ حيدرة َ الغمام الأكبر
- أوليتني من غير معرفة ٍ جرت
- نعماً فجئتك بالمدائح أشكر
- وغرستُ عندي نعمة ً لك أثمرت
- ومن الفعال مقدّم ومؤخرُ
- فدمشق قد ضاءت بحسن رياضها
- إذ كنتَ فيها أنت سعدٌ نير
- فظلامها فجر ومن حصبائها
- درٌّ وتربتها عبيرٌ أذفرُ
- أنت الربيعُ وليس تحيي بلدة
- حتى يجاورها الربيعُ الممطرُ
- أكثرتَ جودك ثم قلتَ ونفس من
- يهيب النفس من العطايا أكثر
- يا صاح ليس بمنكر أن يجتني
- من مثل هذا البحر هذا الجوهر
- بالنّصح قدَّمك الإمام على الورى
- ومن الفعال مقدّمٌ لا ينكرُ
المزيد...
العصور الأدبيه