الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> سقى دمعي الأحبَّة َ حيث ساروا >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- سقى دمعي الأحبَّة َ حيث ساروا
- فما ترويهم الديمُ الغزار
- تولّت ظعنهم والمرءُ تنبو
- به الأحوال لا تنبو الديار
- لهن من الخبا نحوي ابتدارٌ
- كما ابتدرت من الزَّند الشَّرارُ
- فأصمينَ الفؤادَ فقلتُ واهاً
- أترمي قلبَ صائدها الصُّوار
- أقيدوني جآذركم فقالوا
- جراحة ُ كلِّ عجماء جُبار
- وطاعنة ٍ برمحٍ من نهودِ
- أسنة ُ مثلها الحَلمُ الصّغار
- زرعتُ بخدها روضاً بلثمي
- ففي وجناتها منهُ اخضرارُ
- كأنّ مواقعَ التقبيل فيه
- رمادٌ جامدٌ والخدُّ نار
- لعينك وخزة ٌ في كلِّ قلبٍ
- أأشفارٌ جفونك أم شفارُ
- عذرتك إذ حُجبتِ وأنتِ بدر
- له في كلِّ أوقاتٍ سرارُ
- تجرّدُ مني الأيامُ نصلاً
- لهُ في كلِّ نائبة ٍ غرارُ
- تظنُّ أناتي الجُهلاء وقراً
- وهذا الوقرُ أكثرهُ وقارُ
- ولو ساد الصبورُ بغير حلمٍ
- إذن لاقتادَ قائدهُ الحمارُ
- فذرني والطغاة فبينَ رمحي
- وبين قلوبِ أكثرهم سرارُ
- إذا ما عرَّس الخطيّ فيهم
- فإن رؤوسهم فيها نثارُ
- كأن رؤوسهم حصباتُ حذفٍ
- تساقطُ والفضاء لها جمار
- حلفتُ لأنهضنَّ لهم بأسدٍ
- لهم بشعار دين الله زار
- إذا عمدوا ظلامَ الشرك يوماً
- أزالوه كأنهم نهار
- يؤدون النفوسَ إلى المنايا
- كأن النّفس علقٌ مستعار
- إذا بلغ الفتى عشرين عاماً
- وأعجزهُ الفخارُ فلا اعتذار
- إذا ما أوّلُ الخطّي اخطا
- فما يُرجى بآخره انتصار
المزيد...
العصور الأدبيه