الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> أيا من نعاه لسانُ القريض >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- أيا من نعاه لسانُ القريض
- وكالنَّد ينشر من عرفه
- ومن كالثريا لهُ همة ٌ
- وقد عُدّ ذلك من سخفه
- يعزّ على الدهر ما أنت فيه
- وإن حلّ ذلك من صرفه
- فلا تقنطنّ فإنّ الخناق
- يقطّعهُ الضيق من حرفه
- فقد يقشع الغيم بعد الهطول
- وإن طبّق الأرض من وكفه
- وباري العباد لطيف بهم
- فلا توئس النفس من لطفه
- تبارك من عز في ملكه
- وجلّ المهيمن عن وصفه
- توسل إليه إذا الليل جنّ
- فيما دهاك وفي كشفه
- يريحك من سجن دار البنود
- ويكفيك ما أنت مستكفه
- من القيد والغلّ في أدهم
- أليمُ عذابك من عنفه
- يفكّ وثاقك من أُسرها
- وراحة قلبك من لهفه
- وأما بشرب حياض المنون
- فقد سلم العيش من خسفه
- وضاعف وجدي لما سُجنتُ
- مقالة ُ من غاب من طرفه
- يقول وبعضُ كلام السفيه
- يقتّل إن هو لم يُخفه
- أهذا التهامي من مكة
- برجليه يسعى إلى حتفه
- ألم يكفه أن ثوبَ الحيا
- ة ضاق عليه ألم يكفه
- أراد يطيرُ مطارَ الملوك
- وظنّ الأسنة من زفِّه
- وكان كقائد جيش الضّلا
- ل عاين جبريل في صفّه
- أصيفر يرعفُ من نحره
- إذا رعفَ المرءُ من أنفه
- وأحسب سيفَ ابن بنت
- النبي يخضب خديه من عرفه
- أرى ملك الموت يدنو إليه
- وهو يعضّ على كفّه
- أبالشّعر ويحك تبغي العلى
- وأنت تُقصّر عن رصفه
- ولم تك أهلاً بأن تستقرّ
- على منبر الملك أو طرفه
- لأنك أبورُ من شاعر
- على خسّة ِ الشعر مع ضعفه
- أرقت دماً بعد ما صنتهُ
- وأشعلتَ جمراً ولم تُطفه
- وأشفيت منتظراً للبوار
- وصدرك حرّانُ لم تشفهِ
- لعمرك إن لبيبَ الرجا
- ل من كفِّ أو غضَّ من طرفه
- إلى الله أشكو أموراً جرت
- على غير قصدٍ وأستعفه
- وكم قائلٍ سجّنوه على
- تطلّبه الملك من كهفه
- أيطّلبُ الملك من ليس منهُ
- ولا من بنيه ولا صنفه
- ومن كان ذا حنكة ٍ بالعلو
- م قاربه البؤس من حرفه
- إذا نشفَ العودُ من أصله
- فذلك أدهى إلى قصفه
- وذو الفضل ينظُر في أمره
- كذي النقص ينظر في عطفه
- فإن مصارع بغي الرجا
- ل تخترم الإلف من إلفه
- وكلٌّ بما قالهُ آثم
- سيقرا الذي قال في صحفهِ
- وليس سوى نكبات الزمان
- ورأيٌ يُضلك في ضعفه
- على أهل مكة مني السلامُ
- ومن يُصفني الوُدَّ أو أصفه
- حياتي وبعد وفاتي إذا
- هويت من اللحد في لحفه
المزيد...
العصور الأدبيه