الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> علي بن محمد التهامي >> ألمَّ خيالها بعد الهجوع >>
قصائدعلي بن محمد التهامي
- ألمَّ خيالها بعد الهجوع
- فعادت إذ رأت سيفي ضجيعي
- وهاجت لي بزورتها زفيراً
- يكادُ يقيم معوجَّ الضّلوعِ
- فباتت بين أعناق المطايا
- تردد في المجيء وفي الرجوع
- فقمتُ منادياً فإذا سُهيلٌ
- من الخفقان كالقلبِ المروع
- كأنّ نجومَ ليلك حين ألقى
- مراسيهُ مساميرُ الدّروع
- وفي الحيّ الحجازيين سربٌ
- كأنّ وجوههم زهرُ الربيع
- ينوبُ بوجهه عن كل شمسٍ
- تغيبُ من الغروب إلى الطلوع
- شفعتُ إليه في نومي فأعيا
- فجاء به المنامُ بلا شفيع
- ولا أنسى بروض الحزن رئماً
- يبثُ الوجد عن قلبٍ وجيع
- وأحداقُ الحدائق ناظرات
- إليَّ بأعين الزهر البديع
- ترقرق لؤلؤُ الأندء فيها
- كما امتلأت عيونٌ من دموع
- ولستُ بواثق بجفون عيني
- وقد أظهرنَ ما أخفت ضلوعي
- ومن يستكتم الأجفان حبّاً
- فقد ألقى هواه إلى مذيع
- سقى الله الحيا نجداً فإني
- لذو قلبٍ إلى نجدٍ نزوع
- سقاه وابلٌ غدقٌ ملثٌّ
- لهُ جودٌ كجود أبي المنيع
- ولو يحكي أناملهُ سحابٌ
- لكان الدهرُ منهُ في ربيع
- نزلت به فقابلني بوجهٍ
- أغرّ كغرة ِ الفجر الصديع
- وماءٍ من بشاشته زلال
- وروض من مكارمه مريع
- لهُ يدُ محسن وحياءُ جانٍ
- وجود مبذّرٍ وعُلى جموع
- ورأي مجرّب وقتال غر
- وذمة حافظٍ وندى مصيع
- إذا ذُكر النوالُ اهتزّ شوقاً
- إليه كهزّة ِ السيف الصنيع
- يحنّ إلى العطاء حنين قيسٍ
- إلى ليلى لعرفانِ الرّبوع
- فلا تحمده في بذل العطايا
- فليس لغير ذاك بمستطيع
- فمقبض سيفه مجرى العطايا
- ومضربُ سيفه مجرى النّجيع
- منى ومنَّية كالصّلّ يُطوى
- على الترياق والسُّم النقيع
- ولو بارى بجودِ يديه بحراً
- لآلَ البحرُ كالآل المروع
- إذا وازنتهُ بالناس طرّاً
- رأيتَ البعضَ يعدلُ بالجميع
- يناط الرأيُ منهُ بألمعي
- يرى الحدثان من قبل الوقوع
- بذي حلم أصمّ عن الدنايا
- وذي جود لسائله سميع
- مفيدٍ متلفٍ حلوٍ ممرّ
- على العلاّت ضرّار نفوعِ
- بصدر مثلِ ساحته رحيب
- وبذل مثل نائله سريع
- إذا لاحت بنوه لنا شهدنا
- لطيب الأصل من طيب الفروع
- نجوم سبعة ٌ عددَ الثريا
- وموضعها من الحسب الرفيع
- فلا زالوا كأنجمها ائتلافاً
- من الحدثان في حصنٍ منيع
- تراه وحوله منهم ليوثٌ
- إذا انهلّ القنا في كلّ روع
- حكوه شمائلاً وعلى ً وجوداً
- وبأساً عند معترك الجموع
- يراهم مثل ما اطردت كعوبٌ
- وراء سنانها الماضي الرفيع
- يُهزّ أبو المنيع بهم سيوفاً
- لتقويم المخالف والمضيع
- فدام لهم به وله سرورٌ
- بهم حتى الممات بلا فجيع
المزيد...
العصور الأدبيه