الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> يُحَارِبُني فِي كُلِّ نَائِبَة ٍ دَهْرِي >>
قصائدعبد الله الخفاجي
يُحَارِبُني فِي كُلِّ نَائِبَة ٍ دَهْرِي
عبد الله الخفاجي
- يُحَارِبُني فِي كُلِّ نَائِبَة ٍ دَهْرِي
- كأنَّ الرزايا تدركُ الفخرَ في قسري
- أَضُمُّ لِسَعْدٍ شَارِدَ المَجْدِ وَالعُلَى
- وسعدٌ يراني بالتشاوسِ والشزرِ
- يحاولُ أنْ أرضَى الدنية َ طائعاً
- وأغدو بلا نابٍ يروعُ ولا ظفرِ
- وَمِنْ دُون ذُلِّي عُصْبَة ٌ عَامِرِيَّة َ
- يلوونَ أعطافَ المثقفة ِ السمرِ
- إذا فوقَ الوسميُّ إبرادَ حاجرٍ
- واثرت شِعَابُ الوَادِيَيْنِ مِنْ القَطْرِ
- فلاَ تأمنُوا أنْ تسمعُوهَا مرنة ً
- بقرعِ العوالي والمهندة ِ البترِ
- يقولُ أبو حزنِ طلبنَا لكَ الغِنى
- فَلِمَ أَخَذَتْ كَفَّاكَ فِي طَلَبِ الفَقْرِ
- فَقُلْتُ رَأَيْتُ المَالَ يَبْلَى حُطَامُهُ
- وَتَبْقَى أَحَادِيْثُ الرِّجَالِ مَعَ الدَّهْرِ
- وشيبانُ لباني فلمَّا بلوتهُ
- تقاعسَ عنِّي والأسنة ُ في نحري
- تحملَ عارَ الذلِّ واطرحَ الردَى
- وطوقَها شنعاءَ أبقى منَ الذكرِ
- وَقَارَعَني ذُلاَّنِ عَيْش عَلَى النَّدَى
- كَمَا قَارَعَ الغَيْرانُ عَنْ بَيْضَة ِ الخِدْرِ
- أغادرتموهَا في الشريفِ خوامساً
- طَلائِحَ لَمْ تَعْسِف بِسوقٍ وَلا زَجْرِ
- فهلْ فيكمُ أنْ تمنعُوا نزواتِها
- بميسم عارٍ فيكمُ ثابتَ الذكرِ
- أَرُمْتُمْ مَدِيحي وَاطَّرَحْتُم ثَوَابَهُ
- وَهَلْ تُمْلِكُ الحَسْنَاء إِلاَّ عَلَى مَهْرِ
- فَمَا لِي أَرْضَى مِنْكُمْ بِدَنِيَّة ٍ
- تَحُضُّ الرِّجَالَ الأَبْعَدِيْنَ عَلَى نَصْرِي
- وفي الحيِّ محمودُ بنُ نصرِ بنِ صالحٍ
- أخو الغارة ِ الشعواء والكرم الدثرِ
- أقلها من الحي اللئيم ونادها
- مراحكَ هذَا آخرُ العهدِ بالضرِّ
- فإن هي حنَّت في بيوت بن صالح
- فلا عقلتْ إلاَّ قيوداً منَ العقرِ
- مِنَ القَوْم صَالَ الدَّهْرُ إِلاَّ عَلَيْهِمُ
- وَصَالُوا بِبِيْضِ الهِنْدِ حَتَّى عَلَى الدَّهْرِ
- لَهُمْ فِي قِرَاعِ المَحْلِ أَيْدٍ كَأَنَّمَا
- يعدونَهَا وقفاً علَى الحججِ الغبرِ
- إذا سئلُوا خلتَ الندَى في أكفهمْ
- تشربَ ماء في وجوههمُ الغرِّ
- وإنْ أخصبُوا بالطعنِ عادُوا منَ الندَى
- سراعاً إلى داعي الخصاصة ِ والعُسرِ
- تَمِيْسُ بِهِمْ فِي طَاعَة ِ الجُودِ هَزَّة
- كَمَا طَرِبَ النَّشْوَانُ مِنْ نَشْوَة ِ الخَمْرِ
- وَمَا كاَثرَتْ جُنْحِ الظَّلاَمِ سُوَامُهُمْ
- فَرَوَّحَهَا الرِّعْيَانُ إِلاَّ عَلَى النَّحْرِ
- إذا انتسبُوا خلتَ السماءَ تهافتتْ
- عَلَيْهِمْ وَبَانَتْ مِنْ كَوَاكِبِهَا الزُهْرِ
- هُمُ البيضُ إِلاَّ أَنَّهُمْ وَاصَلُوا القِرَى
- وقدُّو الطلَى والبيضُ تفري ولا تقري
- وُجُوهٌ كايماضِ الصَّوَارِم أشْرَقَتْ
- منَ الحسبِ الوضاحِ والنائلِ الغمرِ
- وَخَيْلٌ تَبَارَى بالرِّمَاح كَأَنَّمَا
- أغارَت علَى ما في الرماحِ منَ الضمرِ
- وبيضٌ بهَا ماء الفرندِ كأنهُ
- دُمُوعُ الغَوَادِي جُلْنَ فِي حَدَقِ الزَّهْرِ
- حَبِيْبٌ إِلَيْهِمْ أَنْ تِلمَّ مُلِمَّة ٌ
- وتطرفهمْ فيما أصابُوا منَ الوفرِ
- هُمْ ظَفَرُوا بِالعِزِّ عَنْ سَيْفِ صَالِحٍ
- وغرِّ المعالي عنْ ثمالٍ وعنْ نصرِ
- وَنَالُوا بِعزِّ الدَّوْلَة ِ المَجْدَ شَائِداً
- لَمَّا أَثَّلُوهُ مِنْ عَلاء وَمِنْ فَخْرِ
- فتى ً ذللَ الأيامَ حتَّى تثقفتْ
- عَلَى الهوْنِ وَانْقَادَ الزَّمَانُ عَلَى القِسْرِ
- إذَا شردَ المعروفُ أوْ جمعَ العُلى
- رَأَيْتَ الفِعَالَ السَّهْلِ فِي المَطْلَبِ الوَعْرِ
- أشدَّ احتقاراً للردَى منْ حسامهِ
- وأدنى إلى شرِّ الأعادي منَ الذعرِ
- لهُ خلقٌ في المحلِ غيثٌ وفي الصبا
- نسيمٌ وفي جنحِ الدجا غرة ُ الفجرِ
- حدوتُ إليهِ المدحَ حراً وطالمَا
- بَخِلْتُ بِهِ حَتَى تَقَاعَسَ فِي فِكْرِي
- وَأَكْبَرْتُ قَدْرِي أَنْ يَجُودَ بِهِ فَمِي
- ونزهتُ نفسي أنْ يجيشَ بهِ صدري
- فَجَادَ عَلَى إِحْجَامِهِ بِشَوَارِد
- جَوَائِلَ فِي الآفَاقِ مِصْراً إِلَى مِصْرِ
- إِذَا غَرَّدَ الحَادِي بِهَا خَفَرْتَ بِهِ
- حَنِيْنَاً وَأَضْحَى وَهُوَ حَاسِدُهَا يَطْرِي
المزيد...
العصور الأدبيه