الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> مَا عَلى أحْسَنَكُم لَو أحْسَنَا >>
قصائدعبد الله الخفاجي
مَا عَلى أحْسَنَكُم لَو أحْسَنَا
عبد الله الخفاجي
- مَا عَلى أحْسَنَكُم لَو أحْسَنَا
- إنَّمَا نَسْألُ شَيْئَا هَيِّنَا
- قدْ شجانَا اليأسُ منْ بعدكمُ
- فغدونَا بأحاديثِ المنَى
- وَعَدُوا بِالوَصْلِ مِنْ طَيْفِكُمُ
- مقلة ٌ لمْ تدرِ فيكمْ وسنَا
- لا وسحرٌ بينَ أجفانكمُ
- فتنَ الحبُّ بهِ منْ فتنَا
- وحديثٍ منْ مواعيدكمُ
- تحسدُ العينُ عليهِ الأُذنَا
- ما رحلتُ العيسَ عنْ أرضكمُ
- فَرَأتْ عَيْنَاي شَيْئَا حَسَنَا
- يا بني عذرة َ إنْ ضفناكمُ
- فَدَمُ الهِرْمَاسِ مِنْكُمْ عِنْدَنَا
- أخذتْ سمركمُ الثأرَ بهِ
- لستُ أعنِي لكمُ سمرَ القنَا
- وَسَلَلْتُمْ فِيْهِ أَلْحَاظَكُمُ
- فَعَرَفْنَا بِالسُيُوفِ اليَمَنَا
- هلْ لنَا نحوكمُ منْ عودة ٍ
- وَمِنَ التَعْلِيْلِ قَولي هَلْ لنَا
- كمْ أسلِّي النفسَ عنْ حبكمُ
- وَهْيَ لا تَزْدَادُ إلاَّ حَزْنَا
- وَلَعَمْرِي لَو وَجَدْنَا رَاحَة ً
- منْ هواكمْ لطلبنَا شجنَا
- يَا نديميَّ علَى ذكرهمُ
- وَحَدِيْثُ الشَوقِ قَدْ أسْكَرَنَا
- بينَ بصرَى وضميرٌ عرَب
- يأمنُ الخائفُ فيهمْ مَا جنَى
- كُلَّمَا شُنَّتْ عَلَيْهِمْ غَارَة ً
- أغْمَدُوا البِيْضَ وَسَلَّوا الأعْيُنَا
- طَلَعَتْ لِلحُسْنِ فِيْهِمْ مُزْنة ٌ
- أَنْبَتَتْ فِي كُلِّ حِقْفٍ غُصُنَا
- مَا لقلبي ليسَ يشفَى داؤهُ
- كُلَّمَا زَالَ ضَنَى ً عَادَ ضَنَا
- كلُّ يوم صبوة عذرية ٌ
- منْ هواكمْ تتلاقى الدمنَا
- لوْ سلمنَا منْ تباريحِ الهوَى
- لَذكَرْنَا جُملة ً مِنْ أَمْرِنَا
- وشكرنَا لابنِ نصرٍ منة ً
- أنْطَقَتْ بالمَدْح فِيْهِ الألْسُنَا
- مغرمٌ بالجودِ مَا يحملهُ
- نصبُ الفقرِ علَى حبِّ الغنَى
- كلمَا عرضَ بالحمدِ لهُ
- أكْثَرَ السُّومَ وَأَغْلَى الثَّمَنَا
- مَا تَرَاهُ كَيْفَ مَا مَالَتْ بِهِ
- عِقَبُ الأيَّام إلاَّ مُحْسِنَا
- وقريبٌ بعدتْ همتهُ
- ربَّ أمرٍ مَا نأى حتَّى دنَا
- وَإذَا مَا أقْبَلَتْ غَائِرَة ً
- كقنَا الخطِّ خفافاً لدنَا
- صاحَ محمودٌ علَى فراطِها
- لا فَتَى يَعْطِفُهَا إلاَّ أنَا
- خُلِقَتْ لِلْجُودِ مِنْهُ رَاحَة ٌ
- عَلَّمْتَنَا أنْ نَذُمَّ المُزْنَا
- يَا عِمَادَ الحَزْمِ نَعْتاً صَادِقَا
- وَمِنَ الألْقَابِ مَيْنٌ وَالكُنَى
- لا أرَى عتبكَ إلاَّ ظاهراً
- خَيْرُ شَكْوَى عَاشِقٍ مَا أعْلَنَا
- كُنْتَ تَرْمِي زَمَنِي دُونِي فَقَدْ
- صرتُ أخشَى أنْ يكونَ الزمنَا
- مَا تعاملنَا بحمدِ اللهِ في
- سببٍ يوجبُ خلفاً بينَا
- غَيْرَ شِعْرٍ رُبَّمَا أهْدَيْتُهُ
- لكَ إذ صادفَ وقتاً ممكنَا
- لَيْسَ فِي الأعْدَاءِ مَنْ يَفْهَمُهُ
- فيقولُوا إنهُ مَا أحسنَا
- ولعمري إن في حبهمُ
- مَا يُرَى سَحْبَانُ إلاَّ ألكَنَا
- كُلَّ يَومٍ لِيَ مِنْهُمْ نَوْبَة ٌ
- تذرُ الحرَّ بهمْ ممتحنَا
- وعلَى العلاتِ لا زلتُ بمَا
- أكْرَهُ التَّصْرِيْحَ فِيْهِ فَطِنَا
- أَنْكَرُوا حِرْصِي عَلَى السِّلْمِ وَمَا
- أدعي أنِّي أحبُّ الفتنَا
- كيفَ يهوَى الحربُ منْ إنْ فزتمُ
- لَمْ يَكُنْ بِالخَيْرِ مِنْكُمْ قَمِنَا
- وَإذَا ضَاقَتْ عَلَيْكُمْ خُطة ٌ
- عدمَ المال بهَا والوطنَا
- لَيْسَ فِي المَعْقُولِ أنْ يُؤثِرَهَا
- غيرَ مَنْ إنْ خفتُ فيها أمنَا
- فتنبهْ لمخاريقهمُ
- ما عهدنَا منكَ هذَا الوسنَا
- واحملِ الناسَ علَى حبهمُ
- ليسَ منْ دينِ العلَى أنْ تغبنَا
- إنَّ مَنْ أَحْرَزَ عَنْكُمْ مَذْهَبَا
- غيرَ منْ أنتمْ لهُ كلُّ الدنَا
- ليسَ منْ يعبدُ رباً واحداً
- مِثْلُ مَنْ يُشْرِكُ فِيْهِ الوَثَنَا
المزيد...
العصور الأدبيه