الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> قدْ غادرَ الشعراءُ منْ يتردمُ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
- قدْ غادرَ الشعراءُ منْ يتردمُ
- إنْ كَانَ يُسْمَعُ مَا أقُولُ وَيُفْهَمُ
- لِي كُلُّ يَومٍ آيَة ٌ مَشْهُورَة ٌ
- فِيْهِ إذَا نُثِرتْ عَلَيْهِ الأنْجُمُ
- وكواكبٌ قدْ بانَ كيفَ تنالهُا
- الأيدي ولكنْ أينَ منْ يتعلمُ
- فَنَدَى فَحَسْبُكَ إنَّ مِثْلِي شَاكِرٌ
- وَغِنًى فَحَسْبِي إنَّ مِثْلَكَ مُنْعِمُ
- لا تحفلنَّ إذَا بقيتَ بناطقٍ
- غَيْرِي فلَيْسَ مَعَ الفُرَاتِ تَيَمُّمُ
- ودعِ الكلامَ لمنْ يسيرُ ثناؤهُ
- وَالرِّيْحُ حَسْرَى وَالكَوَاكِبُ نُوَّمُ
- قَدْ كَانَ قَبْلَكَ وَاهِبُونَ وَفَاتَهُمْ
- مدحي وماتُوا والمواهب معهمُ
- لمْ يبقَ بعدهمُ حديث سائرٌ
- فِيْهَا وَلا حَادٍ بِهَا يَتَرَنَّمُ
- لا يَدَّعِي الفُصَحَاءَ فِيْكَ عَرِيْبَة ً
- والبيضُ تنثرُ والأسنة ُ تنظمُ
- نَطَقَتْ بِمَدْحِكَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا
- تَجْرِي جِيَادُكَ فِي البِلادِ وَمَالَهَا
- شَأوٌ يُرَامُ ولا مَدَى يُتَوَهَّمُ
- وَيَرُدُ جَدُّكَ كُلَّ خَطْبٍ نَازِلٍ
- حتَّى يحلَّ بهِ القضاءُ المبرمُ
- عجباً لوجهكَ كيفَ بارقُ بشرهِ
- تهمَى سحائبهُ ولا يتغيمُ
- وَلِحَاسِدِيْكَ وَهَلْ تَأخَّرَ مِنْهُمُ
- مَنْ كَانَ يُمْكِنُ أنَّهُ يَتَقَدَّمُ
- مَا تَنْزِلُ الأفْلاَكَ غَيْرُ نُجُومِهَا
- أبداً ولاَ الغيلِ إلاَّ الضيغمُ
- ومعرضينَ نحورهمْ لذوابلٍ
- ما زالَ يمطرُ منْ أسنتها الدمُ
- حاربتهمْ فتنصرُوا ولو انهمْ
- نظرُوا الصوابَ لسالموكَ وأسلمُوا
- مَا لَيْسَ تَطْلُبُهُ سُيُوفُكَ مِنْهُمْ
- يمضي صليبُ الأرمنيِّ عليهمُ
- وأبوكَ ذلَّ لهُ الصليبُ الأعظمُ
- مَا يَصْنَعُ الحَسَبُ الكَرِيْمُ بِعَاجِزٍ
- يُبْنَى لَهُ الشَّرَفُ الرَّفِيْعُ وَيَهْدِمُ
- لا يذكرُوا حلباً وبيضكَ دونَها
- مَشْهُورَة ً فَهِي الظُبَا وَهُمُ هُمُ
- وَلَرُبَّمَا قَالَ الجَبَانُ بِقَلْبِهِ
- مَا لا يَقُومُ بِهِ اللِّسَانُ وَلا الفَمُ
- صعبت ففازَ بهَا الذي لا يمتطَى
- وَأَبَت فَمَارنَها الذَّي لا يُحَطَّمُ
- وَالنَّقْعُ لَيْلٌ والأسِنَّة ُ أَنْجُمُ
- فِي حَيْثُ يَرْتَابُ الحُسَامُ بِحَدِّة ٍ
- ويخونُ صدرُ السمهريِّ اللهذمُ
- شرفاً بني العباسِ إنَّ حسامكمْ
- ماضٍ يطبقُ في العدَى ويصممُ
- حملتْ لواءكمُ السحابَ أناملٌ
- أندَى عليهِ منَ السحابِ وأكرمُ
- فكأنمَا حكمتْ على عذباتهِ
- أنْ لا يفارقهَا النسورُ الحومُ
- ركنُ الحطيمِ ولاَ سقاكمْ زمزمُ
- وَنَظَرْتُمُ تِلْكَ المَعَالِمَ حُجْرَة ً
- عنكمْ كمَا نظرَ الثراءَ المعدمُ
- لكنْ أعادَ لكمْ تراثَ محمدٍ
- طَعْنٌ تُرَدُّ بِهِ الحُقُوقُ وَتُغْرَمُ
- ومتوجٌ لمعتْ أسرة ُ وجههِ
- حَتَى أضَاءَ بِهَا الزَّماَنُ المُظْلِمُ
- غضبانُ يطلبُ حقكمْ بعزائم
- كالدهرِ يعطي ما يشاءُ ويحرمُ
- وَمِنَ العَجَائِبِ أَنَّ بِيْضَ سُيُوفِهِ
- تبكي دماً وكأنهَا تتبسمُ
- فَالآنَ سُلِّمتِ القُلُوبُ إليْكُمْ
- وتيقنت أنَّ الخلافة َ فيكمُ
- مَا كَانَ حَمْلُكُمُ القَضِيْبَ بِنَافِعٍ
- حَتَّى يُضَافَ إلَيْهِ هَذا المِخْذَمُ
- والخوفُ أدعَى للقلوبِ وإنمَا
- خُلِقَتْ عَلَى حُكْمِ الطِّبَاعِ جَهَنَّمُ
- شرفاً وأفصحَ بي الزمانُ الأعجمُ
- عرضتُ قبلكَ بالمديحِ فأعرضُوا
- وَجَلْوتُ أبْكَارَ القَرَيضِ وَقَدْ عَمُوا
- وفطنتَ بي فلبستُ مَا لمْ يلبسُوا
- مِنْ وَشْيهِ وغَنِمْتُ مَا لَمْ يَغْنَمُوا
- وهيَ القوافي ما يفرطُ عندهَا
- في العارفاتِ ولا تضيعُ الأنعمُ
- تَبْقَى مُخَلَّدَة ً وَكُلُّ غَرِيْبَة ٍ
- حاشَا علاكَ فإنهَا تتصرمُ
- وأبيهمُ مَا كنتُ أتبعُ خلباً
- خَمَدَتْ بَوَارِقُهُ وَبَحْرُكَ مُفْعَمُ
- إنْ أعرضوا عنهَا فإنَّ عقودهَا
- درٌّ لمثلِ نحورهمْ لا ينظمُ
- فاضَ الفراتُ بزعمهمْ فوردتهُ
- وَتَرَكْتُ كُلَّ غَمَامَة ٍ تَتَجَهَّمُ
- تربتْ يدٌ سألتْ سواكَ وأجدبتْ
- أرض بغيرِ سحابِ كفكَ توسمُ
- فَالعِزُّ إلاَّ فِي جِنَابِكَ ذِلَّة ٌ
- والمالُ إلاَّ منْ نداكَ محرمُ
- وَغَرِيْبَة ٍ سَبَقَ الوُشَاة ُ بأوَّلٍ
- مِنْهَا وَحُسْنُ الشِّعْرِ حِيْنَ يُتَمَّمُ
- غَنَّتْ كَمَا سَجَعَ الحَمَامُ وَرُبَمَا
- زأرتْ كمَا هدرَ الفنيقُ المقرمُ
- كالكاعبِ الحسناء إلاَّ أنهَا
- مِنْ فَقْدِهَا الأكفاء قَبْلَكَ آيِمُ
- أظهرتَ فيها المعجزاتِ لأمة ٍ
- ذلَّ البليغُ بهَا وعزَّ المفحمُ
- لوْ كانَ في نظمِ القريضِ نبوة
- صَلَّى عَلَيَّ السَّامِعُونَ وَسَلَّمُوا
المزيد...
العصور الأدبيه