الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> قافية الراء شَرُفَتْ بِنَظْمِ مَدِيحِكَ الفِكَرُ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
قافية الراء شَرُفَتْ بِنَظْمِ مَدِيحِكَ الفِكَرُ
عبد الله الخفاجي
- قافية الراء شَرُفَتْ بِنَظْمِ مَدِيحِكَ الفِكَرُ
- وتجملتْ بحديثكَ السيرُ
- آثارُ جودكَ غيرُ خافية ٍ
- لا البَحْرُ يُنْكِرُهَا وَلا المَطَرُ
- ولسعدِ جدكَ في الوغى عبرٌ
- إنْ كَانَتِ الأَلْبَابُ تَعْتَبِرُ
- أَيْنَ الذِيْنَ بِبُعْدِهِمْ أَمِنُوا
- وَلَرُبَّ أَمنٍ كُلُّهُ حَذَرُ
- أضمرتَ عزماً في طلابهمُ
- فمضى يسابقُ سَيْفَكَ القَدَرُ
- فكأنمَا خافتْ نوائبهُ
- منْ جيشٍ عفوكَ حينَ تقتدرُ
- فَأَتَتْهُمْ هَوْجَاءَ خَابِطَة ٌ
- كالموتِ لا تبقي ولا تذرُ
- تفري وبيضُ ظباكَ مغمدة
- كُلٌّ لَعَمْرَكَ صَارِمٌ ذَكَرُ
- مَا يَصْنَعُونَ وفي ذَوَابِلِها
- طُولٌ وَفِي أَعْمَارِهِم قِصَرُ
- سلْ جلقاً عنهمْ وما صنعتْ
- بِهِمْ وَعِنْدَ جُهَيْنَة َ الخَبَرُ
- ومطوحٌ عنهَا يراقُ لهُ
- فِي كُلِّ نَاحِيَة ٍ دَمٌ هَدَرُ
- ترمي البلادُ بهِ معودة
- أنْ لا يقصُّ وراءها أثرُ
- أنزلتهَا جاراً وتتركهَا
- هَرَباً لِبَئس الوَرْدُ والصَّدَرُ
- وَمِنَ الشَّقَاءِ نَأَيْتَ عَنْ نَفَرٍ
- أَرْدَاكَ جَدُّهُمْ وَمَا شَعَرُوا
- ولقدْ سألتهمُ فمَا بخلُوا
- وَعَاقَلْتَ عَهْدَهُمُ فَمَا غَدَرُوا
- وبنُوا لبيتكَ إنْ فخرتَ بهِ
- عَلْيَاءَ يَحْسُرُ دُونَهَا البَصَرُ
- غَلَبَ المُلوكُ عَلَى مَعَاقِلِهَا
- أسدٌ إمام طلابهِ الظفرُ
- ألقى علَى الشهباءِ كلكلهُ
- وَلَهُ بِكُلِّ ثَنِيَّة ٍ ظَفَرُ
- وعلا النجومَ فظنَّ حاسدهُ
- أَنْ السَّمَاءَ إِلَيْهِ تَنْحَدِرُ
- خَلَصَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَا عُرِفَتْ
- إلا وَفِيْهَا النَّفْعُ وَالضَّرَرُ
- وجلتْ قذى الأيامِ دولتهُ
- وَلِكُّلِ صَفْوٍ دُونَها كَدَرُ
- شَهِدَت رِيَاضَتَهُ حَوَادِثَهَا
- إنَّ الزمانَ إليهِ مفتقرُ
- فَكَأَنَّمَا آلتْ مَوَاهِبُهُ
- أنْ لا يفوتَ مؤملاً وطرُ
- عَجَباً لِمَغْرُورٍ وَقَدْ ظَهَرَتْ
- لسيوفكَ الآياتُ والنذرُ
- ومعرضٍ لقناكَ ثغرتهُ
- منْ بعدِمَا شقيتْ بهِ الثغرُ
- لعبَ الرجاءُ بفضلِ عزتهِ
- وَلَهَتْ بِعَازِبِ لُبِّهِ الفِكَرُ
- ومنَ المدى ما دونهُ أمدٌ
- لا يَسْتَقِلُّ بِمِثْلِهِ العُمُرُ
- وإذا تدبرتِ النجومُ فلا
- سهمٌ ولا قوسٌ ولا وترٌ
- غُرَّتْ عَقِيلاً هَفْوَة عَرَضَتْ
- يصحُو الزمانُ لهَا ويعتذرُ
- خَافَ الكَمَال عَلى عُلاكَ بِهَا
- ومنَ الكمالِ يحاذرُ القمرُ
- لا تَغْفَلُوا عَنْهَا فَإنَّهُمُ
- يَدْرُونَ أيَّ فَوَارِسٍ وَتَرُوا
- يا ابنَ الأُلى فخرتْ بجودهمُ
- مضرٌ وما أدراكَ ما مضرُ
- يكفيكَ نصراً منهمُ نسباً
- مَعْنى عَلَى المُدَّاحَ مُخْتَصَرُ
- أهونْ بشعري بعدَ ما سبقتْ
- مدحِي إليكَ ذرائعٌ أخرُ
- ودعِ القوافي السائراتِ ولوْ
- كَانَتْ نُجُوماً قِيْلَ تَسْتَتِرُ
- فلطالمَا فاضتْ يداكَ علَى
- قَوْمٍ وَمَا نَظَمُوا ولا نَثَرُوا
- مَا أَخَّرَتْنِي عَنْهُمْ قَدَمٌ
- لوْ كانَ فيَّ وفيهمُ نظرُ
- لكنهُ قدرٌ رضيتُ بهِ
- قَسْراً وَكَيْفَ يُغَالَبُ القَدَرُ
- بيني وبينَ الحظِّ داجية ٌ
- عمياء لا نجمٌ ولا سحرُ
- لا يهتدي فيهَا ولوْ طلعتْ
- مِنْ أُفْقِهَا أَخْلاقُكَ الغُرَرُ
- وَأَرَى وَحَاشَاكَ الكِرَامُ وَمَا
- لي عندهمْ ظلٌّ ولا ثمرُ
- لوْ أنني نبهتُ في وطرٍ
- عمراً لماتَ منَ الكرَى عمرُ
المزيد...
العصور الأدبيه