الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> فَإنْ دَعُوا بِكَ تَحْمِيْهَا فَمَا ظَلَمُوا >>
قصائدعبد الله الخفاجي
فَإنْ دَعُوا بِكَ تَحْمِيْهَا فَمَا ظَلَمُوا
عبد الله الخفاجي
- فَإنْ دَعُوا بِكَ تَحْمِيْهَا فَمَا ظَلَمُوا
- فمَا تخالفهَا عربٌ ولا عجمُ
- يجري القضاءُ بمَا تهوَى فإنْ جمحتْ
- عنهَا القلوبُ أطاعتْ أمرهَا القممُ
- تروي وتحيي نفوسَ العائذينَ بهَا
- فعندهَا نعمٌ في طيهَا نقمُ
- كأنمَا هيَ للأعمارِ مالكة ٌ
- فمنْ مضاربهَا تعطِي وتخترمُ
- نَادَتْ نُمَيْرٌ فَلَبَّتْهَا وَقَدْ لَؤمَتْ
- فيهَا الكرامُ وماتتْ دونهَا الهممُ
- فضاربَ الخوفُ عنهَا وهيَ مغمدة
- وليسَ كلُّ ضراب أنْ يراقَ دمُ
- أغنَى كتابكَ عنْ جيشٍ تجهزهُ
- ووقرَ السيفَ لمَّا أقنعَ القلمُ
- يا همة ً حملَ الإسلامُ منتهَا
- ونعمة ً صغرتْ في جنبهَا النعمُ
- هَلْ عِنْدَ قَبْرِ شَبِيْبٍ مِنْكَ مَعْرِفَة ٌ
- فَرُبَّمَا صَنَعَتْ مَا تَصْنَعُ الدِّيَمُ
- دعتكَ رمتهُ والتربُ بينكمَا
- وَمِنْ فُرُوضِ العُلَى أنْ تَسْمَعَ الرِّحَمُ
- فَلَمْ يَكُنْ بِكَ فِيْمَا قَالَهُ حَصَرٌ
- ولاَ بسمعكَ عمَّا قالهُ صممُ
- عَلَيْكَ إذَا أبْصَرْتَها وَعَمُوا
- فَإنْ دَعُوا بِكَ تَحْمِيْهَا فَمَا ظَلَمُوا
- مَاتُوا وَلَكِنَّهُمْ أحْيَا بِذِكْرِهِم
- إنَّ الثَنَاءَ وجُودٌ مَا لَهُ عَدَمُ
- أَحْيَتْ سُيُوفُكَ مَيْتُ العِزِّ فِي مُضَرٍ
- وَأسْفَرَتْ بِسَنَاهَا عَنْهُمُ الظُّلَمُ
- كانتْ لهم آية ً في الفخرِ واحدة
- حَتَّى خُلِقْتَ فَصَارَ الدِّيْنُ والكَرَمُ
- قَالَتْ عِدَاتُكَ طُرْقُ المَجْدِ خَافِيَة ٌ وَمَا
- عَلَيْكَ إذَا أبْصَرْتَها وَعَمُوا
- كمْ خلة ٍ لكَ رامُوا سترَ شارفها
- حتَّى رأوهُ صباحاً ليسَ ينكتمُ
- أطلعتَ منهَا شموساً غيرَ آفلة ٍ
- وعاندوكَ فقالُوا إنهَا شيمُ
- مَا أيْقَنُوا لِغَرِيْبٍ مِنْ بَدَائِعِهَا
- إلاَّ وَقَدْ جَهِلُوا فَوقَ الذِّي عَلِمُوا
- وَلا أطَاعُوكَ إلاَّ بَعْدَ مَعْرِفَة ٍ
- بأنَّ مثلكَ لا يعصيهِ مثلهمُ
- شَفَتْ سُيُوفُكَ دَاءً مِنْ عُقُوقِهِمُ
- لَهَا وَرُبَّ شِفَاءٍ كُلُّهُ سَقَمُ
- يا ابنَ الأُلى رضعُوا خلفَ الندَى فرُبوا
- بِدَرِهِ ثُمَّ مَاتُوا قَبْلَ مَا فُطِمُوا
- لا تأسفنَّ لموتاهمْ إذَا ذهبُوا
- فمَا مضَى أحدٌ منهم وأنتَ همُ
- ما يخبرُ الناسُ عنْ قومٍ بقيتهمْ
- أبُو سلامة َ إلاَّ أنهمْ سلمُوا
المزيد...
العصور الأدبيه