الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> سَلا ظَبْيَة َ الوَعْسَاءِ هَلْ فَقَدْتِ خِشْفَا >>
قصائدعبد الله الخفاجي
سَلا ظَبْيَة َ الوَعْسَاءِ هَلْ فَقَدْتِ خِشْفَا
عبد الله الخفاجي
- سَلا ظَبْيَة َ الوَعْسَاءِ هَلْ فَقَدْتِ خِشْفَا
- فَإنَّا لمَحَنَا فِي مَراتِعِهَا طَرْفَا
- وقولا لخوطِ البانِ فليمسكِ الصبَا
- عَلَيْنَا فَإنَّا قَدْ عَرَفْنَا بِهَا عَرْفَا
- سرتْ منْ هضباِ الشامِ وهيَ مريضة ٌ
- فَمَا ظَهَرَتْ إِلاَّ وَقَدْ كاَدَ أَنْ يَخْفَى
- عليلة ُ أنفاسٍ يداوَى بها الجوَى
- وَضَعْفَا وَلَكّنَا نُرَجِّي بِهَا ضُعْفَا
- وهاتفة ٍ في البانِ تُملي غرامهَا
- علينَا وتتلُو منْ صبابتها صحفَا
- عجبتُ لهَا تشكو الفراقَ جهالة ً
- وَقَدْ جَاوَبَتْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَة ٍ إِلْفَا
- وَيُشْجِي قُلوبَ العَاشِقِيْنَ غِنَاؤُهَا
- وَمَا فَهِمُوا مِمَّا تَغَنَّتْ بِهِ حَرْفَا
- ولوْ صدقتْ فيمَا تقولُ منَ الأسى
- لَمَا لَبِسَتْ طَوْقَاً وَلا خَضَبَتْ كَفَّا
- أَجَارَتْنَا أَذَكَرْتِ مَنْ كَانَ نَاسِياً
- وأضرمتِ ناراً للصبابة ِ ما تطفَى
- وَفِي جَانِبِ المَاءِ الَّذِي تَردينَهُ
- مواعيدُ ما ينكرنَ لياً ولا خُلفَا
- وَمَهْزُوزَة ٍ لِلْبَانِ فِيْهَا شَمَائِلٌ
- جَعَلْنَ لَهُ فِي كُلِّ قَافِيَة ٍ وَصْفَا
- لبسنَا عليهَا بالثنية ِ ليلة ً
- منَ السودِ لمْ يطوِ الصباحُ لهَا سجفَا
- لعمري لئنْ طالتْ علينَا فإننَا
- بِحُكْمِ الثُّرَيَّا قَدْ قَطَعْنَا لَهَا كَفَّا
- رَمَيْنَا بِهَا فِي الغَرْبِ وَهِي ذَمِيْمَة ٌ
- ولمْ تبقِ للجوزاءِ عقداً ولا شنفَا
- كأنَّ الدجَى لمَّا تولتْ نجومهُ
- مدبرُ حربٍ قدْ هزمنَا لهُ صفَّا
- كَأَنَّ عَلَيْهِ لِلْمَجَرَّة ِ رَوْضَة ً
- مفتحة َ الأنوارِ أوْ نثرة زعفَا
- كأنّا وقدْ ألقي إلينَا هلالهُ
- سَلَبْنَاهُ تَاجَا أَوْ فَصَمْنَا لَهُ وَقْفَا
- كَأَنَّ السُّهَا إِنْسَانُ عَيْنٍ غَرِيْقَة ٍ
- منَ الدمعِ تبدُو كلمَا ذرفتْ ذرفَا
- كأنَّ سهيلاً فارسٌ عاينَ الوغَى
- فَفَرَّ وَلَمْ يَشْهَدْ طِرَادَا وَلا زَحْفَا
- كأنَّ سنَا المريخِ شعلة ُ قابسٍ
- تخطفَها عجلانُ يقذفهَا قذفَا
- كَأَنَّ أفُولَ النَّسْرِ طَرف تَعَلَّقَتْ
- بهِ سنة ٌ ما هبَّ منهَا ولاَ أغفَى
- كأنَّ نصيرَ الملكِ سلَّ حسامهُ
- علَى الليلِ فانصاعتْ كواكبهُ كسفَا
- رَعَى الله غَيْمَا طَبَقَ الأرْضَ جُودُهُ
- فَلَمْ يُخْلِ سَهْلاً مِنْ نَدَاهُ وَلا نَعْفَا
- وحيَّا علَى رغمِ الليالي خلائقاً
- لَو انْتَحَلَتْهَا مَا ذَمَمْنَا لَهَا صَرْفَا
- وأبلجَ أحيَا دارسَ العدلِ بعدَما
- ثَوَى وَشَقَى المَعْرُوفَ مِنْ بَعْدِمَا أَشْفَى
- لَهُ نَشْوَة ٌ فِي الجُودِ حَتَى كَأَنَّمَا
- يُدِيْرُ لَهُ العَافِي مُعَتَّقَة ً صِرْفَا
- خفيَّ مرامِ الكيدِ تفري شباتهُ
- وما مالَ عنْ نهجِ الوقارِ ولا خفَّا
- تَفَرَّدَ عَنْ أَهْلِ الزَّمَانِ بِمَذْهَبٍ
- يَزِيْدُ بِهِ مَسْتُورٌ لُؤمِهِمُ كَشْفَا
- إِذَا أفْقَرُوا أَغْنَى وإِنْ هَدَمُوا بَنَى
- وإنْ بخلُوا أعطَى وإنْ غدرُوا أوفَى
- جَرَى سَابِقَا فِي حَلْبَة ِ الجُودِ وَحْدَهُ
- وَقَالَ العِدَى كَانَ السَّحَابُ لَهُ رِدْفَا
- جمعتَ علَى المعروفِ شملَ فزارة ٍ
- وثقفتَ بالإحسانِ خيلهمُ الخُنفَا
- وَقُدَّتْ إِلَيْهِمْ جُلَّة َ يَمَنِيَّة ً
- فَقَدْ حَمَدُوا تِلْكَ المَوَدَّة َ والحِلْفَا
- وَلَو كُنْتَ فِي يَومِ الهِبَاءَة ِ شَاهِداً
- لَطَالَ عَلَى نَفْسِ الجَذَيْمِيِّ أَنْ يَشْفَى
- وقدْ أسندتْ كلبٌ إليكَ أمورهَا
- فَمَا فَقَدَتْ نَصْراً وَلا عَدِمَتْ عُرْفَا
- وكمْ لكَ فيهمْ منْ يدٍ ملهمية ٍ
- إذَا انتجعتْ أرختْ سحائبهَا الوطفَا
- أصابَ سنانَ درَّها وهوَ حافلٌ
- وخلفَ للهرماسِ منْ بعدهِ خِلفَا
- مَواهِبُ فِي قَيْسٍ وَقَحْطَانَ لَمْ تَدَعْ
- لهَا حافراً يطوي البلادَ ولا خُفّا
- أَقَامَتْ عَلَى الأوْطَانِ تَشْرَبُ مَاءَهَا
- نَمَيْراً وَتَرْعَى رَوْضَهَا خَضِلاً وَحْفَّا
- وقدْ بدرتْ في بحترٍ لك غضبة ٌ
- منحتهمُ فيها القساوة َ والعنفَا
- فَدانُوا لأطْرَافِ الأَسِنَّة ِ عُنْوَة ً
- وَكَانُوا لِقَاحَا مَارَضوا خُطة ً خَسْفَا
- إذَا نظرُوا خصبَ السوادِ ودونهُ
- سيوفكَ حارُوا لا أماماً ولا خلفَا
- وَمَا حَلَبُ الوَرْهَاءَ إلاَّ خَرِيْدَة ً
- عطفتَ عليهَا ثمَّ طلقتَها ألفَا
- فإنْ ظهرتْ فيها عيوبٌ كثيرة ٌ
- فمَا عدمتْ وجداً عليكَ ولاَ لهفَا
- وإنْ كفرتْ آياتُ جودكَ ضلة ً
- فَمَا طَلَبْتَ إلاَّ الصَّوَاعِقَ وَالخَسْفَا
- وقدْ عرستْ فيها الخطوبُ مقيمة ً
- فلا عدمتْ منْ بعدكَ الجورَ والعسفَا
- لَكَ الخَيْرُ قَدْ وَفَّيْتَ جُودَكَ فَرْضَهُ
- وَمَنْ بَذَلَ المَجْهُودَ فِي شُكْرِهِ وَفَّي
- وَلِي فِيْكَ مِنْ غُرِّ القَوَافِي فَضَائِلٌ
- تقبلُ أفواهُ الرواة ِ لهَا رشفَا
- يَنِمُّ بِهَا طِيْبُ النَّسِيْمِ إِذَا هَفَا
- وينشرُها نورُ الرياضِ إذَا رفّا
- وَمَا أَدعِي دُرَّ الكَلامِ لأنَهُ
- صِفَاتُكَ إِلاَّ أَنَّنِي أحْسِنُ الرَّصْفَا
المزيد...
العصور الأدبيه