الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أَيَنْفَعُنِي فَضْلُ الحَنِيْنِ المُرَجَّعِ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أَيَنْفَعُنِي فَضْلُ الحَنِيْنِ المُرَجَّعِ
عبد الله الخفاجي
- أَيَنْفَعُنِي فَضْلُ الحَنِيْنِ المُرَجَّعِ
- وهيهاتَ ما وجدي عليكَ بمنجع
- وكيفَ يفوزُ الغيثُ فيكَ بمنة ٍ
- إِذَا كُنْتُ لا أَرْضَى سَحَائِبَ أَدْمُعِي
- أرى زفراتِ الحزنِ بعدكَ سلوة
- يَدُلُّ عَلَى وجْدَانِ قَلْبٍ وأَضْلُعِ
- وَلَيْسَ بُكَاءُ العَيْنِ إِلاَّ خِيَانَة ً
- وَلا اللؤم إِلاَّ أَنَّهَا بَقِيَتْ مَعِي
- وَكُلُّ أَسَى لا تَذْهَبِ النَّفْسُ عِنْدَهُ
- فمَا هوَ إلاَّ منْ قبيلِ التصنُّع
- ووالله ما وفّيْتُ وُدَّك حَقّهُ
- وهلْ هيَ إلاَّ لوعتي وتفجعي
- وَأين وَفَائِي لا مَدَى الدَّمْعِ بَالِغٌ
- رضايَ ولا جهدُ الصبابة ِ مقنعِي
- رَضِيْتُ بِحُكْمِ الدَّهْرِ فِيْكَ ضَرورَة ً
- وكيفَ إبائي دونه وتمنُّعي
- وطاوعتهُ حتَّى جعلتكَ عندهُ
- وديعة مغرَى بالخيانة ِ مولعِ
- أمثلُ في عيني خيالكَ حاضراً
- وأنتَ بعيدٌ عنْ مقامي وموضِعي
- فلوْ أنني حدثتُ نفسي بسلوة ٍ
- لَكُنْتَ بِمَرأَى مِنْ حَدِيْثِي وَمَسْمَعِي
- لَحَى الله دَهْراً نَازَعَتْكَ صُرُوفُهُ
- صَبَابَة ُ قَلْبٍ بِالفِرَاقِ مُرَوِّعِ
- وَشُلَّتْ يَدٌ هَالَتْ عَلَى وَجْهِكَ الثَّرَى
- لقدْ كسفتْ نورَ الصباحِ الملمَّع
- تصاممتُ عنْ ناعيكَ حتَّى أريبَه
- ودافعتُ فيكَ الخطبَ من كلِّ مدمع
- فَلَمَّا أَبَى إِلاَّ يَقِيْنَا حَدِيْثُهُ
- فزعتُ إلى جفنٍ منَ الدمعِ مترَع
- يَزِيْدُ أَوَامِي وِردُهُ وَهو طَافِحٌ
- وقدْ كانَ منْ يشربْ من العدِّ ينقَع
- فقدتُكَ فقدَ الماءِ بعدَ ظمائة ٍ
- مِنَ الغُلِّ فِي قَفْرٍ مِنَ البِيْدِ بَلْقَعِ
- وَكَانَ رَجَائِي فِيْكَ ذُخْراً جَعَلْتُهُ
- ملاذيَ في دفْعِ الهمومِ ومفزَعي
- فَيَا مَاءَ عَيْنِي كَيْفَ خَلَّفَتْ نُورَهَا
- مَجَالاً لِغَربِ الدَّمْعَة ِ المُتَسَرِّعِ
- ومَا كنتُ أخشى منْ يديكَ خيانة ً
- تضرمُ ناراً في مقيلي ومضجَعي
- أصاعدُ قدْ بلغتُ لوْ بلغَ الثرَى
- نداءَ حزينٍ أوْ شكاية َ موجَع
- ذكرتُ لكَ العهدَ القديمَ وقدْ مضتْ
- عليهِ ليالٍ ما تهمُّ بمرجِع
- وخالسَني فيكَ الزمانُ بقية ً
- منَ الصبرِ في أعشارِ قلبٍ موزَّع
- فأيُّ حسامٍ حالتِ الأرضُ دونهُ
- وكانَ متى يضربْ بهِ الخطبُ يقطَع
- وَمُقْتَسِمُ النُّعْمَى أَنَاخَتْ عُفَاتُهُ
- عَلَى المحل فِي رَوْضٍ مِنَ الجُودِ مُمْرِعِ
- لَهُ نَشْوَة ٌ عِنْدَ السُّؤالِ كَأَنَّمَا
- تَنَازِعُهُ كَأسُ السُّلافِ المُشَعْشَعِ
- إذَا أعملَ الأقلام نالتْ غروبُها
- مطارحَ أطرافِ القنَا المتزعزِع
- وَمَا الطَّعْنَة ُ النَّجْلاءُ فِي كُلِّ مَعْرَكٍ
- سِوَى الخُطْبَة ِ الغَرَّاءَ فِي كُلِّ مَجْمَعِ
- أقرَّ لهُ بالفضلِ كلُّ منازعٍ
- ويأسرُّه في الفكرِ كلُّ ممنَّعِ
- وَأَثْنَى عَلَيْهِ الحَاسِدُونَ ضَرُورَة ً
- بِأَحْسَنِ مَا يَغْلُو الصَّدِيْقُ وَيَدَّعِي
- لعمرِي لقدْ منيتُ نفسي بقربهِ
- سفاهاً ومنْ يطلبْ منَ الدهرِ يمنَعِ
- فجالَ الردَى دونَ اللقاءِ ولمْ تدعْ
- صروفُ الردى منْ حيلة ٍ في التجمعِ
- سقاكَ وقدْ أغنَى عنِ الغيثِ مزنة ٌ
- منَ الدمعِ تهمي في مصيفٍ ومربَعِ
- سَحَابٌ تُرْجِّيْهِ الصِّبَا وَكَأَنَّمَا
- يمدُّ بطودٍ منْ عماية َ أتلعِ
- يفوفُ أبرادَ الرياضِ وبرقهُ
- يشقُّ جلابيبَ الظلامِ الموشعِ
- كَأَنَّ حَنِيْنَ الرَّعْدِ فِي حُجُرَاتِهِ
- حدآء مهيبٍ بالركابِ مزعزَعِ
- لَهُ زَجَلٌ يَرْوِي النَّسِيْمُ وَرَاءَهُ
- أَحَادِيْثَ نَشْرِ الرَّوْضَة ِ المُتَضَوِّعِ
- وقدْ جلَّ قدرُ الماءِ إنْ كانَ حافظاً
- مَوَدَّة َ ثاو فِي التُّرَابِ مُضَيَّعِ
- ومَا أنَا إلا لاحق بكَ فانتظرْ
- لِقَائِي وَمَنْ يَسْلِكُ سَبِيْلُكَ يَتْبَعِ
- عوائدُ منْ ذكراكَ عندِي حبيبة ٌ
- وَمَالِي مِنْهَا غَيْرَ مبكى وَمَجْزَعِ
- وأيُّ جفونٍ مَا أفاضتْ دموعَهَا
- عَلَيْكَ وَقَلْبٍ فِيْكَ لَمْ يَتَصَدَّعِ
المزيد...
العصور الأدبيه