الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أَسْتَغْفِرُ الله مِنْ تَرْكِي وَإخْلالِي >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أَسْتَغْفِرُ الله مِنْ تَرْكِي وَإخْلالِي
عبد الله الخفاجي
- أَسْتَغْفِرُ الله مِنْ تَرْكِي وَإخْلالِي
- وَهَفْوَة ٍ خَطَرَتْ مِنِّي عَلَى بَالِي
- قضيتُ عمري بدرسٍ ما حظيتُ بهِ
- وَكَيْفَ يَنْفَعُ عِلْمٌ بَيْنَ جُهَّالِ
- وَزَادَ زُهْدِيَ فِي أَنِّي عَرَفْتَهُمْ
- فَمَا أَسَيْتُ عَلَى جَاهٍ وَلا مَالِ
- قَيَّدْتُ بِاليَأسِ عَزْمِي عَنْ مُطَالَبَهٍ
- فلتحمدِ الله أفراسي وأجمالي
- أَعُدُّ أَصْدَقَ آمالِي مُخَادَعَة ً
- إذَا تَعَلَّقَ أقْوَامٌ بِآمَالِي
- وللقناعة ِ عندي منة ٌ شكرتْ
- وَالشُّكْرُ أَحْسَنُ إِعْظَامٍ وَإِجْلالِ
- قرنتُها بثراءٍ غيرِ مكتسبٍ
- وَعِفَّة ٍ بَيْنَ إِكْثَارٍ وَإقْلالِ
- ميراثُ قومٍ كفاني بعدَ عهدهمُ
- فَتْوَى الظُّنُونِ بإحْرَامٍ وَإحْلالِ
- سقَى الربيعَ ربيعٌ جادَ هاطلهُ
- بِكُلِّ أسْحَمَ صَافِي الذَّيْلِ هَطَّالِ
- وخصَّ رمسَ سنانٍ منْ مواهبهِ
- بِبَارِدٍ كَسُلافِ الخَمْرِ سِلْسَالِ
- فَقَدْ أعَانَا عَلَى زُهْدٍ بَمَيْسَرة ٍ
- وأغنيانِي ع،ْ شدٍّ وترحالِ
- أرحتُ جسمي فلمْ تنصبُ جوارحهُ
- وقدْ أضرَّ بهَا في الحرصِ أمثالِي
- ومَا جعلتُ اغترابي للغنَى سبباً
- إذَا تَفْرَغَ أقْوَامٌ لأشْغَالِ
- قالُوا جميلاً ولكنْ قلمَا فعلُوا
- مِنْهُ وَصَدَقْتَ أَقْوَالِي بِأفْعَالِي
- وقدْ أجدَّ ابنُ عمِّي في مخالفتِي
- رَأياً فَصَادَفَ عِنْدِي غَيْرَ إجْفَالِي
- كنْ كيفَ شئتَ جفاءً أوْ مواصلة ً
- فقدْ خلقتَ بلا عمٍّ ولا خالِ
- وخلِّ عنكَ جدالِي أو معاتبتِي
- فإنَّ ذلكَ فضلَ القيلِ والقالِ
- وعصبة ٍ ألفَ الأحرارُ جمعهمُ
- عَلَى تَقَلُّبِ أوْقَاتٍ وَأَحْوَالِ
- منْ كلِّ معترفٍ بالشرِّ مضطغنٍ
- وقاصدٍ بلئيمِ الطبعِ مختالِ
- بيتُ المكائدِ إلاَّ أنهُ طالٌ
- وَمَوضِعُ السُّوءِ إلاَّ أَنَّهُ خَالِي
- عووْا عليَّ وهرتني كلابهمُ
- فَمَا عَبِئْتُ بِرَسْمٍ الدِمْنَة ِ البَالِي
- الحقُّ أبلجُ فاعرفْ منْ تنازعهُ
- وَدَعْ وَسَاوِسَ أفْكَارٍ وَأَقْوَالِ
- وَلِلعَدَاوَة ِ أسْبَابٌ وَأظْهَرُهَا
- فِيْهَا تَبَايُنُ أغْرَاضٍ وَأشْكَالِ
- والناسُ شتَّى وإنْ عمتهمُ صورٌ
- هيَ التناسبُ بينَ الماءِ والآلِ
- تَبَارَكَ الله هَلْ للخَيْرِ مِنْ أَثَرٍ
- يقفَى فيتبعُ فيهِ سابقاً تالِي
- وهلْ تبينَ سيفٌ أنَّ منزلهُ
- فِي رَأسِ غَمَدَانَ دَارٌ غَيْرُ مِحْلالِ
- أَمْ هَلْ لِسَابُورَ عِلْمٌ مِنْ مَدَائِنِهِ
- فَيَسْتَهِلُ لآثارٍ وَأَطْلالِ
- يَا شَائِدَاً رَفَعَ الإيْوَانَ مُجْتَهِداً
- خفضْ عليكَ فإنَّ الحادرَ العالِي
- وقدْ عجبتُ منَ الرهبانِ إذْ صدقوا
- للنُّسْكِ عَنْ ذَبْحِ خِلاَّنٍ وَأَطْفَالِ
- يكفيكَ قوتكَ مما أنت تذخره
- وما يصونك من بيتٍ وسربالِ
- لم يولمُوا حيوانَ البرِّ واقتصرُوا
- علَى كوامنَ في الأفواهِ اغفالِ
- فَحَرَّمُوا الصَيْدَ جُهْداً وَهُوَ أيْسَرُ فِي
- العُقُولِ لَو عَلِمُوا مِنْ صَيْدِ مُغْتَالِ
- ومدية ُ الذبحِ أوحَى منْ عذابهمُ
- للسانحاتِ على رفقٍ وإمهالِ
- أَمْ عِنْدَهُمْ أنَّ حَيّا لا يُحِسُّ إذَا
- هَيْهَاتَ مَا ذَاكَ إلاَّ خَبْطُ جُهَّالِ
- ما أكثرَ الجهلَ في فسقٍ وفي نسكٍ
- وَالمُضْحِكِيْنَ بِأقْوَالٍ وَأعْمَالِ
- انَخْتُ عَنْسِي وَسَارَتْ فِي الوَرَى حِكمي
- فجالَ فكري وشخصي غيرُ جوالِ
- ولستُ منْ ودِّ إخواني علَى ثقة ٍ
- فكيفَ آمنُ حسادي وأقيالِي
- فاسْمَعْ كَلامِيَ وَافْهَمْ مَا أُرِيْدُ بِهِ
- وَاسْتَوصِ خَيْراً بَأغْرَاضٍ وَأمْثَالِ
- وَاجْعَلْ عِظَاتِيَ نُوراً تَسْتَضِيء بِهِ
- فَهْيَ المَصَابِيْحُ مَا شُبَّتْ لِقُفَّالِ
- وَخَلِّ مَدْحِي إِذَا مَا ضَمَّنِي جَدَثِي
- فلا انتفاعٌ لتربٍ فيهِ منهالِ
المزيد...
العصور الأدبيه