الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أَرَأَيْتَ مِنْ دَاء الصَّبَابَة ِ عَائِدَاً >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أَرَأَيْتَ مِنْ دَاء الصَّبَابَة ِ عَائِدَاً
عبد الله الخفاجي
- أَرَأَيْتَ مِنْ دَاء الصَّبَابَة ِ عَائِدَاً
- وَوَجَدتَ في شَكْوَى الغَرَامِ مُسَاعِدَا
- أمْ كنتَ تذكرُ بالوفاءِ عصابة ً
- حَتَّى بَلَوْتَهُمُ فَلَم تَرَ وَاحِدَا
- تَركُوكَ واللَّيل ُالطَّويلَ وَعِنْدَهُمْ
- سحرٌ يردُّ لكَ الرقادَ الشاردَا
- وَكأَنَّما كانَتْ عُهُودُكَ فِيهِمُ
- دمناً حبسنَ على البلى ومعاهدَا
- يا صاحبي ومتى نشدتُ محافظاً
- في الوُدِّ لَمْ أَزلِ المُعنَّى النَّاشِدَا
- أعددتُ بعدكَ للملامة ِ وقرة
- وذخرتُ بعدكَ للصبابة ِ شاهدَا
- وَرَجَوْتُ فِيْكَ عَلَى النَّوائِبِ نُصَرة ً
- فلقيتُ منكَ نوائباً وشدائدَا
- أمَّا الخيالُ فمَا نكرتُ صدودهُ
- عنِّي وهلْ يصلُ الخيالُ الساهدَا
- سارٍ تيممَ جوشناً منْ حاجرٍ
- مَرْمَى كمَا حَكَمَ النَّوَى مُتَبَاعِدَا
- كيفَ اهتديتَ لهُ ودونَ منالهِ
- خرق تجوز بهِ الرياحُ قواصدَا
- ما قصرتْ بكَ في الزيارة ِ نية ٌ
- لَوْ كنتَ تَطْرُقُ فِيْهِ جَفْنَاً رَاقِدَا
- عجبتْ لإخفاقِ الرجاءِ وما درت
- أني ضربتُ بهِ حديداً باردَا
- مَا كَانَ يُمْطِرُهُ الجَهَامُ سَحَائبِاً
- تروي ولا يجدُ السرابَ مواردَا
- وَإِذَا بَعَثْتُ إِلى السَّبَاخِ بِرَائدٍ
- تَبْغَي الرِّيَاضَ فَقَدْ ظَلَمتَ الرَّائِدَا
- منْ مبلغُ اللؤماءِ أنَّ مطامعي
- صارتْ حديثاً فيهمُ وقصائدَا
- رَكَدَتْ عَلَى أَعْرَاضِهِم وَهِي التي
- تطوي البلادَ شوارداً ورواكدَا
- مَالي أجَاذِبُ كُلَّ وَقتٍ مُعْرِضَاً
- مِنْهُمْ وَأُصْلِحُ كُلَّ يَومٍ فَاسِدَا
- وَأُقِيْمَ سُوقَ المَجْدِ في نَادِيِهم
- حتى أنفقَ فيهِ فضلاً كاسدَا
- خطلٌ منَ الطبعِ الذميمِ وضلة ٌ
- في الرأيِ ما وجدتْ دليلاً راشدَا
- أرأيتَ أضيعَ منْ كريمٍ راغبٍ
- يدعُو لخلتهِ لئيماً زاهدَا
- ومعرسٍ بركابهِ في منزلٍ
- يَلْقَى الصَّدِيقَ بِهِ عَدُواً حَاسِداً
- عكسَ الأنامُ فإنْ سمعتَ بناقصٍ
- فاعلمْ بأنَّ لديهِ حظاً زائدَا
- وَتَفَاوُتُ الأَرْزَاقِ أَوْجَبَ فِيهمُ
- أنْ يجعلوهُ مصالحاً ومفاسدَا
- وَمُعَدِّد في الفَخْرِ طَارِفَ مَالِهِ
- حتَّى تلوتَ عليهِ مجداً تالدَا
- طوقتهُ بأوابدِي ولطالَما
- أَهْدَيْتُ أَغْلاَلاً بِهَا وَقلائدا
- مهْلاً فَإِنَّكَ مَا تَعُدُّ مُبَارَكاً
- خَالاً وَلا تَدْعُو سِنَانَا وَالِدَا
- أَهْلُ الشُّعورِ إِذَا تُلِمُّ مُلِمَّة ٌ
- بَسَطُوا رِمَاحاً دُونَها وَسَواعِدا
- وَأُولُوا التُّقَى فَإذَا مَرَرْتَ عَلَيْهِمُ
- لَمْ تَلْقَ إِلاَّ مُكرِماً وَمُجَاهِداً
- إْن حَارَبُوا مَلأوا البِّلادَ مَصَارِعاً
- أوْ سالموا عمرُوا الديارَ مساجدَا
- هَيْهَاتَ مَا تَرِدُ المَطَالِبُ نَائِماً
- عنها ولا تصلُ الكواكبُ قاعدَا
- وَلَرُبَّ مَلْكٍ ثَقَّفُوا مِنْ مَيْلِهِ
- حَتَّى أَقَامُوا فِيْهِ قَدَّاً عَائِداً
- مَا كانَ جارهمُ كجالكَ مسلمَا
- يوماً وزندهمُ كزندكَ خامدَا
- بيتُ لهُ النسبُ الجليُّ وغيرهُ
- دعوى تريدُ أدلة ً وشواهدَا
المزيد...
العصور الأدبيه