الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أَبَى الله إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ السَّعْدُ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أَبَى الله إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ السَّعْدُ
عبد الله الخفاجي
- أَبَى الله إلاَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ السَّعْدُ
- فليسَ لِمَا تبغيهِ منعٌ ولا ردُّ
- إِذَا أَبَتْ الأَقْدَارُ أَمْرَ قِسْرَتِهَا
- عَلَيْهِ فَعَادَتْ وَهِيَ في نَيْلِهِ جُنْدُ
- قَضَتْ حَلَبٌ مِيْعَادَهَا بَعْدَ مَطْلِة ِ
- وأطيبُ وصلٍ ما مضى قبلهُ صدُّ
- ومَا كانتِ الورهاءُ أولَ غادة ٍ
- إذَا رضيتْ لمْ يبقَ في قلبَها حقدُ
- وَعَهْدِي بِهَا بَيْضَاء حَتَّى وَرَدْتَها
- وتربكَ محمرّ وجوكَ مسودُّ
- تَهُزُّ لِواء الحَمْدِ حَوْلَكَ عُصْبَة ٌ
- إذا طلبُوا نالُوا وإنْ عقدُوا شدُّوا
- وخطية ٌ سمرٌ وبيضٌ صوارمٌ
- وَضَافِيَة َ زَعْفُ وَصَافِنَة ُ جُرْدُ
- فَحَارَتْ عُيُونُ النَّاظِرِينَ وَأَظْلَمَتْ
- وجُوهُ رِجَالٍ مِثْلُ إِعْرَاضَهَا رُبْدُ
- رَأوكَ فَخَافُوا مِنْ ضِبَاكَ وَمِثْلُهُمْ
- يعز عليهَا أنْ يذلَّ بهَا خدُّ
- وَقَدْ آمَنُوا بِالمُعْجِزَاتِ الَّتِي طَرَتْ
- عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ بَعْدَ مَا فَتَحَ السَّدُ
- لَحَا الله قَوْمَاً أَسْلَمُوا بَيْتَ جَارِهِمْ
- وَقَدْ عَلِقَتْهُ في مَخَالِبهَا الأَسَدُ
- رَمُوا حَلَبَاً مِنْ بَعْدِ مَا عَزَّ أَهَلُهَا
- عهودُ أكفٍّ مَا لهَا بالنَّدى عهدُ
- لِئَامُ السَّجَايَا لا وَفَاءَ ولا قِرى
- فلا غدرهمْ يخفى ولا نارهمْ تبدُو
- مَضُوا يَحْمِدُونَ البُعْدُ في الذَّبِّ عَنْهُم
- ومَا الذلُّ إلاَّ حيثُ يحميهمُ البعدُ
- وَقَدْ ثَبَتُوا حَتَى طَلَعَتْ عَلَيهِم
- كمَا قابلتْ شمسَ الضحى الأعينُ الرمدُ
- فَإنْ تَفْعَل المَعْرُوفَ فِيهِم فَقَدْ مَضَتْ
- مَوَاهِبُ لا أَجْرٌ عَلَيْهَا وَلا حَمْدُ
- وَإنْ عُوتِبُوا بِالمُرْهَفَاتِ فَطَالَمَا
- أَصَاخَ لَهَا الغَاوِي وَبَانَ بِهَا الرُّشْدُ
- ولمَّا استقلتْ بالفرارِ حمولهمْ
- ولمْ يبقَ هزلٌ للطعانِ ولا جدُّ
- أتوكَ يعدونَ القديمَ ولوْ وفُوا
- بعهدهِمُ فيهِ لكانوا كما عدُّوا
- وَلَكِنَّهُم رَامُوا عَلَى المَكْرِ غَايَة ً
- أَبَى الله إلاَّ أَنْ يُقَصِّرَها عَبْدُ
- فَمَا سَلَّمُوا بالمَسْلَمِيَّة َ عِنْدَهُم
- ولاَ وافقَ السعديُّ عندهمُ سعدُ
- أَفَادَتْكَ في سَفْحِ المَضِيقِ فَوَارِسٌ
- طوالُ الموالي لا لئامٌ ولا نكدُ
- ولا ظفروا من عند قيس بنصرة
- وَالأم خطبان يكون لها عندُ
- أبَا حَازِمَ مَا أَسْلَمتْكَ ربيعة
- وبينكم عهد يراعى ولا وُدُّ
- وكيفَ يفوتُ الذلُّ منَّا ومنهمُ
- وَسُمْرُهُم لُدْن وَالسُنُنَا لُدُّ
- ومَا كانَ يومُ المرجِ منكَ غريبهُ
- ولا لكَ منْ فعلِ تلامُ بهِ بدُّ
- وَقَوْمٌ رَمُوا عِرْضِيَ وَلَوْ شِئْتَ كَانَ لِيَ
- مِنْ الذًّمِّ حَادِ في جمائلِهِم يَحْدُو
- وما العارُ إلاَّ أنْ بين بيوتهمْ
- أَحَاديِثُ ما فِيهَا نِزَاعٌ وَلا جَحْدُ
- مَحَا السَّيْفَ مَا قَالوا وَرُبَّ نَسِيبَة ٍ
- مِنَ القَوْلِ وَفَّاهَا طِعَانَكُمُ النَّقْدُ
- وَعِنْدِي إِذَا عَزَّ الكَلامَ غَرَائِبٌ
- هيَ الغلُّ عندَ السامعينَ أو العقدُ
- وكيدُ على الأعداءِ يرمي زنادهُ
- لواذعَ ما فيها سلامٌ ولا بردُ
- أبَا سابقٍ ما أنزلَ الله نصرهُ
- عَلَى فِئَة ٍ إلاَّ وَأَنْتَ لَهَا رَدُّ
- هنيئاً لكَ الملكُ الذي نلتَ حقهُ
- بسمرِ العوالي لا تراثٌ ولا رفدُ
- لكَ النسبُ السامي على كلِّ منصبٍ
- وَقَدْرُكَ أَعْلَى مِنْ نِزَارِ وَمِنْ أَدُّ
- وَقَدْ وَفَّقَ الله الأَنَامَ لِفِكْرَة ٍ
- تيقنَ فيهَا أنكَ السيفُ والعضدُّ
- دعا التركَ أقوامٌ فكانَ عليهمُ
- نِكَالاً ألا لله مَا صَنَعَ الجَدُّ
- ولوْ وفقُوا كنتمْ جميعاً على العدَى
- ودافعَ دونَ الغيلِ ذَا الأسدُ الوردُ
- ولكنهمْ أصغُوا إلى قولِ كاشحٍ
- يَرُوحُ عَلَيْهِم بِالنَّمِيْمَة ِ أَوْ يَغْدُوا
- فإنْ ظهرتْ فيهمْ عواقبُ رأيهِ
- فَقَدْ يُؤَخَذُ المَوْلَى بِمَا صَنَعَ العَبْدُ
- وإنْ جنحوا للسلمِ راعيتَ فيهمُ
- أواصرَ يأبَى أنْ يضيعَها المجدُ
- وَمَا السِّلمُ إِلاَّ فُرْصُة ً لِمُحَارِبٍ
- لهُ كلُّ يومٍ شلة منكَ أو طردُ
- بقيتَ فلي منْ حسنِ رأيكَ نعمة ٌ
- هيَ العزة ُ القعساءُ والعيشة ُ الرغدُ
- وَدُوْنَكَ مِنْ نَصْرٍ حُسَامُ بَلْوَتهُ
- فَبَانَ شِبَاهُ حِيْنَ فَارَقَهُ الغِمْدُ
المزيد...
العصور الأدبيه