الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أَبَا حَسَنٍ كَمْ أَلوُمُ الفِرَاقَ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أَبَا حَسَنٍ كَمْ أَلوُمُ الفِرَاقَ
عبد الله الخفاجي
- أَبَا حَسَنٍ كَمْ أَلوُمُ الفِرَاقَ
- وَحَظِّيَ يُوجِبُ أَنْ يَبْعُدَا
- وكمْ أمطلُ النومَ حتَّى أراكَ
- وأمنعَ عينيَ أنْ ترقدَا
- فَقَدْ صَارَ لِي فَيْهِمَا عَادَة ً
- تعلمُ نوميَ أنْ يشردَا
- عَذِيرِي مِنَ الرُّوم جَارَ الفِرَاقُ
- عليَّ بحكمٍ لهُ واعتدَى
- دَعَوْتُكَ مِنْ أَرْضِهِمْ عَانِيَا
- فَنَاهَلَتْنِي ذَلِكَ المَوْرِدَا
- وَأَوْثَقْتَ نَفْسَكَ خرْصَاً عَليَّ
- عليَّ حتَّى عدمتُ بأنْ أوجدَا
- فَلا كَانَ وَعْدُهُم مَا أَغَثَّ
- فِيهِ المِطَالُ وَمَا أبْرَدَا
- لعلَّ مقامكَ هذا الطويلَ
- يكونُ لحينهمُ موعدَا
- فيخرجُ بطريكهمُ مسلماً
- وَيَجْعَلُ قُسْاً بِهِمْ مَسْجِدَا
- فيعلمُ حازمهمُ أنهمْ
- أَثَارُوا بِكَ الأسَدَ المُلْبَدَا
- وإنكَ قد جئتهمْ مصلحاً
- فكنتَ بجهلهمُ مفسدَا
- فإنْ طلبُوا منكَ عودَ البلادِ
- فَقَدْ لَحِقَ الأقْرَبُ الأبْعَدَا
- وإنْ حاولُوا بكَ سيرَ الجراحِ
- فَقْدَ شَرَعَتْ فِي العِظَامِ المَدَى
- وَخُبَّرْتَ قَوْمَكَ ظنُّوا ثَوَاكَ
- عندهمُ أبداً سرمدَا
- فَأَسْرَفَ إِذْلاَلُهُم فِي الجَفَا
- وَجَاءَ يَفُوقُ الذِي عَوَّدا
- وإنْ لمْ تكنْ صافحاً عنهمُ
- فَمِنْ أَيْنَ صِرْتَ لَهُمْ سَيِّدا
- أبوكَ أبوهمْ ولولا الضيَا
- ء ما فضلَ القمرُ الفرقدَا
- لَكَ الخَيْرَ عِنْدِي دَاءَ مَرِضْتُ
- فكنتُ أكاتمهُ العودَا
- وفنٌّ منَ الوجدِ ما أستعينُ
- بغيركَ منْ جودهِ مسعدَا
- أُرِيْدُ لأَكْتَم وَالوَاسِطيُّ
- يفضحهُ كلمَا غردَا
- نَدِمْتُ كَمَا نَدِمَ البُحْتُريُّ
- وَزِدْتُ عَلَيْهِ بِبُعْدِ المَدَى
- فَدُونَ هَوَايَ فَلاً لو سَرَى
- نَسِيْمُ الرِّيَاحِ بِهِ مَا اهْتَدَى
- فَهَل عِنْدَ رَأْيِكَ مِنْ حِيْلَة ٍ
- تُعِيْن بِهَا هَائِماً مُفْرَدَا
- فقدْ طالمَا أنقذتني يداكَ
- وَقَدْ عَلِقَتْني حِبَالُ الرَّدَى
- وحملتَ مالكَ ما لا يطاقُ
- فَكُنْتَ عَلَى عُسْرِهِ أَحْمَدا
- وواللهِ لا شمتُ غيثاً سواكَ
- فَإمَّا نَدَاكَ وَإمَّا الصَّدَى
المزيد...
العصور الأدبيه