الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أمَا حياكمُ عبقُ النسيمِ >>
قصائدعبد الله الخفاجي
- أمَا حياكمُ عبقُ النسيمِ
- فَيُخْبِرُ عَنْ ثَرَى تَلْكَ الرُّسُومِ
- وتُنْجِدُهُ الذَّوَافِرُ حِيْنَ تُرخَى
- عليهِ ذوائبُ الليلِ البهيمِ
- أمَّا ذَا البَرقُ بِيْضُ بَنِي عَدِيٍّ
- فَكَيْفَ رَمَى فُؤادَكَ بِالهُمُومِ
- هنيئاً للمدامعِ بثُّ وجدي
- لَقَدْ خَبَّرنَ عَنْ خُلُقٍ كَرِيْمِ
- أمَنْكَ الطَّيْفُ هَبَّ مَعْ الخُزَامى
- يُخَادِعُ عِطْفُهُ وَلَعَ النَّسِيمِ
- رَأى قُرْبَ الحُسَامِ وَغَارَ مِنْهُ
- فَحَاكَمْنَا إلَى العَهدِ القَدِيْمِ
- أحِنُّ إذَا أصَابَ الغَيْثُ نَجْداً
- وقعقعَ بالرعودِ علَى الغيومِ
- وَلَمَّا كُنْتُ أطْرَبُ لِلغَوَادِي
- ظَنَنْتُ خَلائِقِي زَهْرَ الغَمِيْمِ
- أفي مجدي طمعتَ أخَا الهوينَا
- وَمَا بَالُ البُوَيْزل وَالقُرُومِ
- تناكركَ القبائلُ منْ نزارٍ
- كأنكَ فيهمُ خلقُ اللئيمِ
- وَعَزْمِي يَسْتَقِلُّ الأفُقَ دَاراً
- ويأنفَ منْ مصاحبة ِ النجومِ
- وتربٍ يدعيهِ المسكُ طيباً
- إذَا وسمتهُ أندية ُ الحميمِ
- يعزُّ بهِ إذا سفِه النعامَى
- وَيُعْرِضُ عَنْ مُنُازَعَة ِ الحَلِيْمِ
- وروض ملَّ حرَّ الشمسِ حتَّى
- تفيأَ بالسحائبِ والغيومِ
- إذَّا عَبَثَتْ بِهِ رِيْحُ الصِّبَا النُعَامَى
- تَمَايَلَ طَرَبَهَ الرَّجُلِ السَّقِيْمِ
- صحبتُ إليهِ أكوارَ المطايَا
- فَجَادَتْ بِالغَوَارِبِ وَالرَّسِيْمِ
- وقبلَ نورهُ أفواهَ خيلي
- فغازلهنَّ منْ نصبِ الشكيمِ
- فَبِتْنَ كَأَنَّهُنَّ بألِ حُزْنٍ
- وَذَاكَ الربْد تَلْعَبُ بِالحُلُومِ
- لهنَّ إذا سرحنَ بهِ مراحٌ
- مراحُ الحمدِ في الحسبِ الصميمِ
- وحيٍّ منْ خفاجة َ رحتُ فيهِ
- علَى جرداء حالية ِ الأديمِ
- أبيحُ الخمرَ فيهِ حمى همومي
- فَأطْرِبْهَا وتفتِكُ بالنَّدِيمِ
- وَكَحْلاء الجُفُونِ قَرْعتُ مِنْهَا
- نِجَادَ السَّيْفِ بِالعِقْدِ النَّظِيْمِ
- وأحياء حبائلهمْ كراهمْ
- طَرَقَتْهُمُ بِقَاطِعَة ِ النَّمِيْمِ
- أفِي فَضْلِي يُبَارِيْنِي غَوِيٌ
- وأينَ الوجهُ يبذلُ للسهومِ
- فلا لكَ ما نسبتَ إلى سنانٍ
- ولا عزيتْ خؤولكَ في تميمِ
- نُجُومُ اللَّيْلِ يُسَهِرُهَا حذَاري
- وَسُمْرُ الخَطِّ يُرْعِدُهَا عَزِيْمِي
- ودمعي في جفونِ الركبِ يبدو
- كَدَمْعِ الغَيْثِ فِي حَدَقِ النَّجِيْمِ
- وقدْ خبرتَ عنْ نشبٍ قليلٍ
- فهلْ خبرتَ عنْ خلقٍ ذميمِ
المزيد...
العصور الأدبيه