الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عبد الله الخفاجي >> أظنُّ نسيمَ الريحِ منْ حيثُ أرسَلا >>
قصائدعبد الله الخفاجي
أظنُّ نسيمَ الريحِ منْ حيثُ أرسَلا
عبد الله الخفاجي
- أظنُّ نسيمَ الريحِ منْ حيثُ أرسَلا
- أَعَادَ عَلَى بَرقِ اللِّوَا مَا تَحَمَّلا
- ومَا لاحَ مختالاً علينَا بعلمهِ
- وَعَرَّضَ بالدَّهْنَاء إِلاَّ لِيُسْألا
- رَوَى مُجْمَلاً وَالبَانُ يَتْلو حَدِيْثَهُ
- فَفَسَّرَ مَا قَالَ النَّسِيْمُ وَفَصَّلا
- وخيَّر بالمحلِ الركائبَ بعدَ ما
- ضمنَّا لها خصبَ العذيبِ تعلُّلا
- فمَا كانَ إلاَّ صادقاً غيرَ أنهُ
- حَدِيثٌ هَوَيْنَا فِيْهِ أنْ يَتَأوَّلا
- وهلْ علمَ البرقُ اليمانيُّ أننَا
- طرفنَا بهِ طرفاً منَ الليلِ أكحَلا
- وَمَا بَالَهُ خَصَّ الغَضَا بِابْتِسامَة ٍ
- وَسَلَّ عَلَى رَمْلِ الشَّقِيقَة ِ مَنْصَلا
- وفي الركبِ طاوٍ لوْ أتى الذئبَ ضافهُ
- علَى الزادِ إمَّا غادة أو تفضَّلا
- إذا خطرَتْ في جانبِ البشرِ نفحة ٌ
- ترنحَ في أعطافهِ وتملمَلا
- يَعُدُّ أناتي لِلعدوِّ قَساوة
- وطوعَ قِيَادِي للصديقِ تَدَلُلا
- يلومُ علَى عيشٍ تبرضتُ عفوهُ
- وأيُّ حسامٍ لمْ يصادِف مفصَلا
- إلَيْكَ فإنِّي قَدْ عَقَلْتُ رَكَائِبِي
- فلمْ أرَ عاراً مثلَ أنْ أترحَّلا
- رَمَى البُخْلَ طُلاَّبَ الغِنَى في سُؤالِهِ
- وكنتُ علَى وجهي أضنُّ وأبخَلا
- وَأَثْقَلُ رِفْدٍ مَا امْتَطَى المَنُّ ظَهْرَهُ
- وشرُّ ثراءٍ ما أتاكَ تطوُّلا
- لأخلفَ غيثٌ بالسؤالِ انتجاعهُ
- وَأَجْذِبَ روضٌ بِالمَذَلَّة ِ يُجْتَلَى
- عَذِيري مِنَ الأيَّامِ تُلْقَى بثابتٍ
- من البِشرِ رَوْضَا أوْ مِنَ الجُودِ جَدْوَلا
- كَرِيْمٌ إِذَا ضَنَّ الغَمَامُ فَكَفُّهُ
- كَفِيْلٌ بِطَردِ العَام أغيَرَ مُمْحِلا
- يغيرُ علَى جنحِ الظلامِ بغرة ٍ
- تعلمُ وجهَ البدرِ أنْ يتهلَّلا
- دعتهُ إلى بذلِ الندَى أريحية ٌ
- تعودَ منهَا أنْ يقولَ ويفعَلا
- نوالٌ يعمُّ الأرضَ حتَّى كأنهُ
- تَضَمَّنَ أرْزَاقَ الوَرَى وَتَكَفَّلا
- إذَا استحدثَ المجدَ الطريفَ أبتْ لهُ
- مناصبهُ إلاَّ القديمَ المؤثَّلا
- عُلاً وجدتْ والدهرُ في حجرِ أمهِ
- وخيرُ خليليكَ الذي كانتَ أوَّلا
- مِنَ القَومِ حَلُّوا فِي السَّمَاءِ فَمِنْهُمُ
- السحائبُ تمري والأهلة ُ تجتلَى
- أقمتَ عزيزَ الدولة ِ الجودَ واصفاً
- لَمَّا غَابَ مِنْ أفْعَالِهِمْ ومُمَثِّلا
- خلقتَ ودينُ البخلِ عالٍ منارهُ
- فَكُنْتَ نَبِيْهاً بِالسَّمَاحَة ِ مُرْسَلا
- وَلامُوكَ فِي إتلافِ مَالِكَ بِالنَّدَى
- وحاشاكَ أنْ تغنَى وأنْ تتموَّلا
- عمرتَ منَ الإحسانِ مَا كانَ دارساً
- وَأَوْضَحْتَ فِي المَعْرُوفِ مَا كَانَ مُشَكِلا
- فإنْ كنتَ فذَّاً في الزمانِ فإنَّما
- سَلَكْتَ سَبِيْلا كَانَ قَبْلَكَ مُهْمَلا
- فداؤكَ مثرٍ ما أعدَّ سوامهُ
- وَنِيرَانُهُ إلاَّ لِتُرْعَى وتُصْطَلى
- أَذُمُّ لَهَا مِنْ نَحْرِهَا بُخْلَ كَفِّهِ
- فهلْ أمنتْ منْ ذلة ٍ أنْ تذلَّلا
- أَبُوكَ الَّذِي عَمَّ الأنَامَ نَوَالُهُ
- فلمْ يبقَ جيداً منْ نداهُ معطَّلا
- وَكَمْ قَصَدَ الدَّهْرَ الكِرَامُ بِجُورِهِ
- فَمَا وَجَدُوا إلاَّ عَلَيْهِ المُعَوَّلا
- وَمَنْ لِبُدُورِ الأُفْقِ وَالمُزْنِ أنْ تَرَى
- بنانكَ مبسوطاً ووجهكَ مقبلا
- وَمَا جَاءَكَ التَّشْرِيْفُ إلاَّ دَلالَة ً
- عَلَيْكَ وَرَأياً فِيْكَ أنْ يَتَبَدَّلا
- بأبْيِضَ مَاضِي الشَّفْرَتَيْنِ تَضَمَّنَتْ
- يَمِيْنُكَ عَنْهُ أنْ يَعُودَ مُفَلَّلا
- وَأَجْرَدَ نَهْدِ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ ظِلِّهِ
- رسيلاً ولمْ يملكْ منَ الأرضِ منزلا
- يفوتُ مجالَ الطرفِ حتَّى تخالهُ
- منَ البرقِ لولا أنهُ كانَ أعجلا
- وهيفاء طوعُ الريحِ قدْ خلعَ الدجَا
- عَلَيْهَا هِلالاً بِالنُّجُومِ مُكَلَّلا
- لَهَا مِنْ خِلالِ المَشْرِفِيِّ صِقَالَهُ
- ومنْ شيمِ الخطيِّ أنْ يتميَّلا
- وصافية ٍ مثلِ الرياضِ تزورها الـ
- الجَنَائِبُ نَشْوَى وَالسَّحَائِبُ حُفَّلا
- لأحسنَ منهَا ما تزف غرائبي
- إِلَيْكَ وَتَكْسُوكَ الثَّنَاءَ المُبَجَّلا
- شَوَارِدُ كَانَتْ فِي القِيَادِ أَبِيَّة ً
- فمَا قرعتْ باباً منَ القومِ مقفَلا
- أَغَارَ عَلَيْهَا أَنْ يُرَاضَ جُمُوحُهَا
- لِغَيْرَكَ أَوْ تَرْجُو سِوَاكَ مُؤمَّلا
- وَلَو رَامَهَا دَاعِي النَّوَالِ تَقَاصَرَتْ
- خطاهَا وأكدَى الفكرُ فيها وأجبَلا
- وَلَكِنَّهُ وُدٌّ صَرِيْحٌ وَذِمَّة ٌ
- بعيدٌ علَى أمراسهَا أنْ تحلَّلا
المزيد...
العصور الأدبيه