الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ربيعة الرقي >> دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ >>
قصائدربيعة الرقي
دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ
ربيعة الرقي
- دستْ سعادُ رسولاً غير متهمٍ
- وصيفة ً فأتتْ إتيانَ منكتمِ
- جاء الرسول بقرطاسٍ بخاتمهِ
- وفي الصحيفة سحرٌ خطَّ بالقلمِ
- فيه فتونُ هوى ً ظلت تغيبهُ
- على الجهول وما يخفى على الفهمِ
- وقد فهمتُ الذي أخفتْ فقلت لها
- بوحي بلا ونعم من بين الكلمِ
- قالتْ تعالَ إذا شئت مستتراً
- والحكم حكمك يارقي فاحتكم
- أقدمْ ربيعة ُ في رحبٍ وفي سعة ٍ
- في غير قمراءَ والظلما فاغتنم
- فزرتها واقعاً طرفي على قدمي
- وقد تلبستُ جلبابين من ظلم
- فكان ما كان لم يعلمْ به أحدٌ
- وما جرحتُ وما عللتُ بالحرم
- زراتكَ سعدى وسعدى منكِ نازحة ٌ
- فأرقتكَ وما زارتك من أممِ
- أهلاً بطيفك ياسعدى الملم بنا
- طيفٌ يسير بلا نجمٍ ولا علم
- أنتِ الضجيعُ إذا مانمت في حلمي
- والنجم أنت إذا ما العينُ لم تنمِ
- ما أكذبَ العينَ والأحلامَ قاطبة ً
- أصادقٌ مرة ً في وصلها حلمي
- قولي نعمْ إنها إنْ قلتِ نافعة ٌ
- ليستُ عسى وعسى صبرٌ إلى نعم
- أنعمتِ نعمي علينا لستُ أنكرها
- حتى أغيبَ في ملحودة ِ الرجمِ
- قلبي سقيمٌ وداءُ الحبَّ أسقمهُ
- ولو أردت شفيتِ القلبَ من سقمِ
- قالتْ فؤداكَ بين البيضِ مقتسمٌ
- ما حاجتي في فؤادٍ منكَ مقتسمِ
- أنتَ الملول الذي استبدلتَ بي بدلاً
- قصرتَ بي وشربت الؤمَ بالكرامِ
- قد كنتُ أقسمتُ أني من هواك فما
- بري يمينيَ قد أغلطتُ في القسمِ
- استغفرً الله قد رقَّ الفؤادُ وما
- بيني وبينك يا رقيًّ من رحمِ
- ياليتَ من لامنَا في الحبُ جربهُ
- فلو يذوقُ الذي قد ذقتُ لم يلمِ
- الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء لهُ
- إلا نسيمُ حبيبٍ طيبِ النسمِ
- أو قبلة ٌ من فمٍ نيلتْ مخالسة ً
- وما حرامٌ فمٌ ألصقتهُ بفمِ
- هذا حرامٌ لمن قد عدهُ لمماً
- ولن يعذبنا الرحمنُ باللممِ
- هامَ الفؤادُ بسعدى من ضلالتهِ
- ياليتَ قلبي بكمْ يا سعدَ لم يهمِ
- أنتِ التي أورثتْ قلبي مودتها
- داءً دخيلاً وشوقاً غير منصرمِ
- خلقتْ من مسكة ٍ والناسُ خلقهمُ
- من لازبِ الطينِ من صلصالة القتمِ
- ماصورَ اللهُ إنساناً كصورتكمْ
- من بعدِ يوسف في عربٍ ولا عجمِ
- أعلاكِ من صعدهٍ سمرا مقومة ٍ
- والمرطُ فوقَ كثيبٍ منكِ مرتكمِ
- وأنتِ جنة ُ ريحانٍ لها أرجٌ
- أو وروضة ٌ نضحتْ بالويلِ والديمِ
- أو بيضة ٌ قي نقاً أو درة ٌ خرجتْ
- من زاخرٍ مزبدِ الأذي ملتطمِ
- لاقيتُ عند استلام الركنِ غانية ً
- غراءَ واضحة َ الخدينِ كالصنمِ
- مرتجة ُ الردفِ مهضومٌ شواكلها
- تمشي الهوينى كمشي الشارب الثلمِ
- تقول قيناتها والردفُ يقعدها
- من خلفها قد أتيتِ الركنَ فاستلمي
- فاستلمتْ ثم قامتْ ساعة ً فدعتْ
- فقمتُ أدعو ولولا تلك لم أقمِ
- حتى إذا انصرفتْ سلمتُ فالتفتتْ
- فقلتُ إنكِ من همي ومن سدمي
- قالتْ ومن أنتَ قلنَ التابعاتُ لها
- هذا ربيعة ُ هذا فتنة ُ الأممِ
- هذا المعنى الذي كانتْ مناسبهُ
- تأتيكِ فاستتري بالبردِ والتثمي
- شيطانُ أمتهِ لا قاكِ محرمة ً
- فبإلاله من الشيطان فاعتصمي
- قالتْ أعوذُ بربي منكَ واستترتْ
- بغادة ٍ رخصة ِ الأطرافِ كالعنمِ
- قلتُ الذمام وعهدُ اللهِ خنت بهِ
- لا عهدَ للغادرِ الختارِ للذممِ
- ألم تقولي نعمْ قالتْ بلى وهماً
- مني وهل يؤخذُ الإنسانُ بالوهمِ
- تبنا وصمنا وصلينا لخالقنا
- ولم تتبْ أنتَ من ذنبٍ ولمتصمِ
- فلمتُ نفسي على بذلي لها مقتي
- وبخلها وقرعتُ السنَّ من ندمِ
- فأبعدَ اللهُ إنساناً وأسحقهُ
- أدامَ وداً لإنسانٍ ولمْ يدمِ
المزيد...
العصور الأدبيه