الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ديك الجن >> على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ >>
قصائدديك الجن
على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ
ديك الجن
- على هَذِهِ كانَتْ تَدورُ النَّوائِبُ
- وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهابِ مَذاهِبُ
- نَزَلْنا عَلى حُكْمِ الزَّمانِ وأَمْرِهِ
- وهَلْ يَقْبَلُ النَّصْفَ الأَلَدُّ الُمشاغِبُ
- ويَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ والقَلْبُ مُوْجَعٌ
- ويرضى الفتى عن دهرهِ وهو عاتبُ
- أَلا أَيُّها الرُكْبانُ والرَّدُّ واجِبٌ
- قِفُوا حَدِّثُونَا ما تَقولُ النَّوادِبُ
- إلى أيِّ فِتْيَانِ النَّدى قَصَدَ الرَّدى
- وأَيَّهُمُ نابَتْ حماه النَّوائِبُ؟
- فيا لأبي العباسِ كمْ ردَّ راغبٌ
- لفقدكَ ملهوفاً وكمْ جبَّ غاربُ
- ويا لأبي العبَّاسِ إنَّ مناكباً
- تَنوءُ بما حَمَّلْتَها لنواكِبُ
- فهالَتْ أَخاً لم تَحْوِهِ بِقَرَابَة ٍ
- بلى ، إنَّ أخوانَ الصفاءِ أقاربُ
- وياقبرهُ جدْ كلَّ قبرٍ بجودهِ
- ففيكَ سماءٌ ثرة ٌ وسحائبُ
- فَإنَّكَ لَوْ تَدْري بما فيكَ مِن عُلا
- عَلَوْتَ وباتَتْ في ذَراكَ الكواكِبُ
- أَخاً كُنْتُ أَبْكيهِ دَماً وهْو حاضِرٌ
- حذاراً وتعمى مقلتي وهو غائبُ
- فماتَ فلا صبري على الأجرِ واقفٌ
- ولا أَنا في عُمْرٍ إلى اللَّهِ راغِبُ
- أأسعى لأحظى فيكَ بالأجرِ إنَّهُ
- لسعيٌ إذنْ مني إلى الله خائبُ
- وما الإثْمُ إلا الصّبْرُ عنكَ وإنَّما
- عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذمَّ العواقِبُ
- يقولونَ: مقدار على المرءِ واجبٌ
- فقلْتُ: وإعْوالٌ على المَرْءِ واجِبُ
- هو القلبُ لمَّا حمَّ يومُ ابنِ أمِّهِ
- وهى جانبٌ منه وأسقمَ جانبُ
- ترشفتُ أيامي وهنَّ كوالحُ
- عَليكَ، وغالَبْتُ الرَّدى وهو غالبُ
- ودافعتُ في صدرِ الزمانِ ونحرهِ
- وأَيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحارِبُ؟
- وقلتُ لهُ: خل جوادَ لقمهِ
- وها أنذا فازددْ فإنَّا عصائبُ
- فوالله إخلاصاً من القولِ صادقاً
- وإلاّ فحبِّي آلَ أحمدَ كاذبُ
- لو کنَّ يَدِي كانت شفاءَكَ أَوْ دَمي
- دمَ القلبِ حتى يقضبَ القلبَ قاضبُ
- لسلمتُ تسليمَ الرِّضا وتخذْتها
- يَداً للرَّدى ما حَجَّ لِلَّه راكِبُ
- فتى ًّ همهُ حمدٌ على الدهرِ رابحٌ
- وإنْ غابَ عنْهُ مالُهُ فهو عازِبُ
- شمائلُ إنْ يشهدْ فهنَّ مشضاهدُ
- عِظامٌ وَإنَ يَرْحَلْ فَهُنَّ كَتائِبُ
- بكاكَ أخٌ لم تحوهِ بقرابة ٍ
- بلى ، إنَّ إخوان الصفاء أقاربُ
- وأظلمتِ الدنيا التي كنتَ جارَها
- كأَنَّكَ للدّنيا أَخٌ ومُناسِبُ
- يُبَرِّدُ نِيرانَ المَصائبِ أَنَّني
- أرى زمناً لمْ فيهِ مصائبُ
المزيد...
العصور الأدبيه