الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> دعبل الخزاعي >> تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري >>
قصائددعبل الخزاعي
تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري
دعبل الخزاعي
- تأسَّفَتْ جَارتي لمَّا رَأْتْ زَوَري
- وعدَّتِ الحلمَ ذنباً غيرَ مغتفرِ
- تَرجُو الصِّبا بَعدمَا شابَتْ ذَوَائِبُها
- وقدْ جرتْ طلقاً في حلبة ِ الكبرَ
- أَجارتي! إِنَّ شَيبَ الرَّأْسِ نَفَّلني
- ذِكرَ الْغواني، وأَرضاني مِنَ القَدَرِ
- لو كُنتُ أَرْكُنُ للدُّنيا وزِينتِها
- إِذنْ بكِيتُ على المَاضِينَ مِن نَفَرِي
- أخنى الزمانُ على أهلي فصدعهم
- تَصدعَ الشَّعْبِ لاقَى صَدمة َ الحجرِ
- بَعضٌ أَقامَ، وبَعضٌ قد أَهَابَ بهِ
- داعي المنية ِ ، والباقي على الأثرِ
- أما المقيمُ فأخشى أنْ يفارقني ،
- وَلَسْتُ أَوْبَة َ مَنْ ولَّى بمنتَظرِ
- أصبحتُ أخبرُ عنْ أهلي وعنْ ولدي
- كحالمٍ قصَّ رؤيا بعدَ مدَّكرِ
- لولا تشاغلُ نفسي بالألى سلفوا
- مِن أَهْلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ لم أقرِ
- وفي مواليكَ للمحزونِ مشغلة ٌ
- منْ أنْ تبيتَ لمفقودٍ على أثرِ
- كم مِن ذِراعِ لَهُمْ بالطَّفِّ بائِنَة ٍ
- وعارضٍ منْ صعيدِ التربِ منعفرِ
- أنسى الحسين ومسراهمْ لمقتلهِ
- وهُمْ يَقُولونَ: هَذا سيِّدُ الْبَشَرِ
- يا أُمة َ السُّوءِ ما جازَيتِ أَحمدَ عن
- حسنِ البلاءِ على التنزيل والسُّورِ
- خلفتموهُ على الأبناءِ حين مضى
- خلافة َ الذئب في أبقار ذي بقرِ
- وَلَيْسَ حيُّ مِنَ الأَحْياءِ نَعْلَمُهُ
- منْ ذي يمانٍ ومنْ بكرٍ ومنْ مضرِ
- إلاَ وهم شركاءٌ في دمائهمُ
- كَمَا تَشَارك أَيْسارٌ عَلَى جُزُرِ
- قَتْلاً وأَسْراً وتَحْرِيقاً ومَنْهبة ً
- فِعْلَ الغُزاة ِ بأَرضِ الرُّومِ والخَزَرِ
- أرى أمية َ معذورينَ إنْ قتلوا ،
- ولا أرى لبني العباس منْ عذرِ
- أَبناءُ حَربٍ ومَروانٍ وأُسْرَتُهمْ
- بنو معيطٍ ، ولاة ُ الحقدِ والوغرِ
- قومٌ قتلتمْ على الاسلامِ أولهمْ
- حَتى إذا اسْتَمْكَنوا جَازَوا عَلَى الكُفر
- أرْبِعْ بطُوسٍ عَلَى قَبرِ الزكيِّ بِها
- إنْ كنتَ تربعُ منْ دينٍ على وطرِ
- قٌبرانِ في طُوسَ: خيرُ الناسِ كلِّهُم
- وقَبْرُ شرِّهُم، هذا مِن الْعِبَرِ!
- ما ينفعُ الرجسَ منْ قربِ الزكيَّ ، وما
- على الزكيَّ بقربِ الرجسِ منْ ضررِ
- هيهاتَ كلُّ امرىء ٍ رهنٌ بما كسبتْ
- له يَدَاهُ، فَخُذْ مَا شِئْتَ أَو فَذَرِ
المزيد...
العصور الأدبيه