الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ >>
قصائدبهاء الدين زهير
ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ
بهاء الدين زهير
- ولَيلَة ٍ كأنّهَا يَوْمٌ أغَرّ
- ظَلامُها أشرَقُ من ضَوْءِ القمرْ
- كأنها في مقلة ِ الدهرِ حورْ
- ما قصرت لو سلمتْ من القصرْ
- حينَ أتتْ مرتْ كلمحٍ بالبصرْ
- لَيسَ لهَا بَينَ النّهارَينِ أثَرْ
- تَطابَقَ العِشاءُ منها والسّحَرْ
- ألذُّ من طيبِ الكرى فيها السهرْ
- قَطَعتُها فلا تَسَلْ عنِ الخبرْ
- بصاحبٍ حُلوِ الحَديثِ وَالسّمَرْ
- تَحضُرُ كلُّ راحة ٍ إذا حَضَرْ
- في الجدّ والهزلِ جميعاً قد مهرْ
- نِعمَ الرّفيقُ في المُقامِ والسّفَرْ
- وشادِنٍ فيهِ من التّيهِ خَفَرْ
- حلوِ الثنايا والتثني إنْ خطرْ
- مِن أطرَبِ النّاسِ غِناءً وَوَتَرْ
- وفيهِ أشياءٌ وأشياءٌ أخرْ
- وقهوة ٍ تسدّ أبوابَ الفكرْ
- أشرفَ شيءٍ عنصراً ومعتصرْ
- تضعفُ عن إدراكها قوى البشرْ
- رقتْ فما يثبتها حسنُ النظرْ
- فلم تزَلْ حتى إذا الفجرُ انفَجَرْ
- وغرِقَتْ منهُ النّجومُ في نَهَرْ
- وأيقظَ النائمَ أنفاسُ السحرْ
- وخمشَ النسيمُ أغصانَ الشجرْ
- وفتتتْ يدُ الصبا مسكَ الزهرْ
- قمنا وهلْ طابَ نعيمٌ واستمرّ
- قد سَتَرَ اللّيلُ عَلَينا وَغَفَرْ
- وما لَذيذُ العَيشِ إلاّ ما استَتَرْ
- لليلِ عندي مننٌ إذا اعتكرْ
- يُلحِفُني جَناحهُ عند الحَذَرْ
- كمْ حاجة ٍ قضَيتُ فيهِ وَوَطَرْ
- أوْدَعتُهُ سِرّ الهَوَى فَما ظهَر
- رَقّ عليّ قَلبُهُ لمّا كَفَرْ
- أشكُرُهُ وَإنّ مِثلي مَنْ شَكَرْ
المزيد...
العصور الأدبيه