الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ >>
قصائدبهاء الدين زهير
لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ
بهاء الدين زهير
- لَنَا منكُمُ وَعْدٌ فَهَلاّ وفَيتُمُ
- وَقُلتُمْ لَنا قَوْلاً فَهَلاّ فَعَلتُمُ
- حفظنا لكمْ وداً أضعتمْ عهودهُ
- فَشَتّانَ في الحالَينِ نحنُ وأنتُمُ
- سَهِرْنَا على حِفْظِ الغَرامِ ونمتُمُ
- وَلَيسَ سَواءً ساهِرُونَ ونُوّمُ
- وكنا عقدنا أننا نكتمُ الهوى
- فأغراكمُ الواشي وقالَ وقلتمُ
- ظلمتمْ وقلتمْ أنتَ في الحبّ ظالمٌ
- صَدَقتُمْ كذا كانَ الحديثُ صَدقتُمُ
- فَيا أيّها الأحبابُ في السُّخْطِ والرّضَا
- على كلّ حالٍ أنتمُ لا عدمتمُ
- وَرُبّ لَيالٍ في هَواكُمْ قَطَعْتُها
- وَبِتُّ كَما قَدْ قيلَ أبْني وأهْدِمُ
- ولي عندَ بعضِ الناس قلبٌ معذبٌ
- فيا ليتهُ يرثي لذاكَ ويرحمُ
- وَما كلّ عَينٍ مثلَ عَيني قَريحَة ٌ
- ولا كلّ قلبٍ مثلَ قلبي متيمُ
- سِوَايَ مُحِبٌّ يَنقُضُ الدّهرُ عَهدَه
- يَغيبُ فيَسلُو أوْ يُقيمُ فيَسْأمُ
- ويا صاحبي لولا حفاظٌ يصدني
- لصرحتُ بالشكوى ولا أتكتمُ
- سأعتُبُ بَعضَ النّاسِ إن كان سامعاً
- وَأنتَ الذي أعني وما منكَ مَكتَمُ
- إذا كانَ خَصمي في الصّبابة ِ حاكمي
- لِمَنْ أشتَكيهِ أوْ لِمَنْ أتَظَلّمُ
- ولولا احتقاري في الهوى لعواذلي
- صَرَفْتُ لَهُمْ بالي ومِنّي ومنْهُمُ
- فيا عاذلي ما أكبرَ البعدَ بيننا
- حَديثُ غَرَامي فَوْقَ ما يُتَوَهّمُ
- لقدْ كنتُ أبكي للحبيبِ إذا جفا
- وَلا سِيّما وَهوَ الأمينُ المُكَرَّمُ
- أمِيري الذي قد كُنتُ أسطُو بقُرْبِهِ
- وكنتُ على الدنيا بهِ أتحكمُ
- سَأصْبِرُ لا أنّي عَلى ذاكَ قادِرٌ
- لَعَلّ لَيالي هَجْرِهِ تَتَصَرّمُ
- وَقالَ العِدَى إنّ المُكَرَّمَ وَاجِدٌ
- فقُلْتُ لهُمْ إنّ المُكَرَّمَ أكرَمُ
- وإنّ أميري إنْ نأيتُ لمحسنٌ
- وإنّ أميري إنْ قربتُ لمنعمُ
- وَعَهْدي بهِ رَحْبُ الحَظيرَة ِ مُجمِلٌ
- يغضّ ويعفو عنْ كثيرٍ ويحلمُ
- مِنَ النّفَرِ الغُرّ الذينَ حُلُومُهُمْ
- يخفّ لديها يذبلٌ ويلملمُ
- همُ القوْمُ كلُّ القوْمِ في الدّين والتّقى
- وَناهِيكَ بالقَوْمِ الذينَ هُمُ هُمُ
- إذا حدثوا عن فضلِ موسى وأحمدٍ
- فللهِ ميراثٌ هناكَ يقسمُ
- أمولايَ إني عائذٌ بكَ لائذٌ
- أجلكَ أن أشكو إليكَ وأعظمُ
- أأنكرُ ما أوليتني من مواهبٍ
- يقرّ بها من جسمي اللحمُ والدمُ
- وواللهِ ما قصرتُ في شكرِ نعمة ٍ
- ويكفيكَ أنّ اللهَ أعلى وأعلمُ
- فيا تاركي أنوي البعيدَ من النوى
- إلى أيّ قَوْمٍ بَعدَكمْ أتَيَمّمُ
- ألا إنّ إقليماً نيتْ بي ديارهُ
- وإنْ كثرَ الإثراءُ فيهِ لمعدمُ
- وإنّ زماناً ألجأتني صروفهُ
- فحاولتُ بعدي عنكمُ لمذممُ
- وَلي في بِلادِ الله مَسرًى ومَسرَحٌ
- وَلي مِنْ عَطَاء الله مَغنًى ومغنَمُ
- وَأعْلَمُ أنّي غالِطٌ في فِراقِكُمْ
- وأنكمُ في ذاكَ مثليَ أعظمُ
- ومنْ ذا الذي أعتاضُ منكمْ لفاقتي
- منَ الناسِ طراً ساء ما أتوهمُ
- فَلا طابَ لي عنكُمْ مَقامٌ وموْطِنٌ
- ولوْ ضمني فيهِ المقامُ وزمزمُ
- وَمِثْلُكَ لا يأسَى على فَقدِ كاتِبٍ
- وَلَكِنّهُ يأسَى عَلَيكَ ويَنْدَمُ
- فمَنْ ذا الذي تُدنيهِ منكَ وتَصْطَفي
- فيَكْتُبُ ما يُوحَى إليكَ ويكْتُمُ
- ومنْ ذا الذي يرضيكَ منهُ فطانة ٌ
- تقولُ فيدري أوْ تشيرُ فيفهمُ
- وما كلّ أزهارِ الرياضِ أريجة ٌ
- وما كلّ أطيارِ الفلا تترنمُ
- فَيا لَيتَ ذا العامَ الذي جاء مُقْبِلاً
- يَفِيضُ لنا فيهِ رِضَاكَ وَيُقْسَمُ
- وَلا زَالَتِ الأعوامُ تَأتي وتَنقَضِي
- فتبدؤها بالصالحاتِ وتختمُ
- تضيء ليالي الدهرِ منكَ منيرة ً
- وَأيّامُهُ مِنْ فَرْحَة ٍ تَتَبَسّمُ
- وَيا لَيتَ شِعري إنْ قضَى الله بالنّوَى
- لمَنْ أبْتَغي هذا الكلامَ وَأنْظِمُ
- نسيبٌ كما يهوى العفافُ منزهٌ
- ومدحٌ كما تهوى المعالي معظمُ
- وَشَكْوَى كَما رَقّ النّسيمُ من الصَّبَا
- وعتبٌ كما انحلّ الجمانُ المنظمُ
- تَأخّرَ عَنْ وَقْتِ الهَنَاءِ لأنّهُ
- لهُ كلَّ يومٍ من جنابكَ موسمُ
- وتعلمُ أني في زماني واحدٌ
- وأنّ كلامي آخرٌ متقدمُ
المزيد...
العصور الأدبيه