الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني >>
قصائدبهاء الدين زهير
لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني
بهاء الدين زهير
- لَئِنْ صَدَقَتْني في الحديثِ ظُنُوني
- لقدْ نقلتْ سري وشاة ُ جفوني
- وبالرّغمِ مني أنّ سرّاً أصونُهُ
- يصيرُ بدمعي وهوَ غيرُ مصونِ
- وقد رابني يا أهلَ ودي أنكمْ
- مطلتمْ وأنتمْ قادرونَ ديوني
- بروحيَ أنْتُمْ مَنْ رَسُولي إليكُمُ
- ومنْ مسعدي في حبكم ومعيني
- سَلُوا دَمعَ عَيني عن أحاديثِ لَوْعتي
- لتُعرِبَ عن تِلكَ الشّؤونِ شُؤوني
- فللدمعِ منْ عيني معينٌ يمدهُ
- فإنْ تسألوهُ تسألوا ابنَ معينِ
- على أنّ دمعي لا يزالُ يخونني
- ومن ذا الذي يروي حديثَ خؤونِ
- فلا تقبلوا للدمعِ عني رواية ً
- فلَيسَ على سِرّ الهَوَى بأمِينِ
- حلَفتُ لكم أن لا أخونَ عُهودَكمْ
- وأعطيتكمْ عندَ اليمينِ يميني
- وها أنا كالمجنونِ فيكمْ صبابة ً
- وحاشاكمُ ترضونَ لي بجنوني
- وَهَبتُكُمُ في الحُبّ عَقليَ راضِياً
- ويا لَيتَكُمْ أبقَيتُمُ ليَ دِيني
- أرى سقمَ جسمي قد حوتهُ جفونكم
- فلا تأخُذوا يا ظالِمينَ جُفُوني
- أأحبابَنا إنّي ضَنِينٌ بوُدّكُمْ
- وما كنتُ يوماً قبلهُ بضنينِ
- فمن ذا الذي أعتاضُ عنكم من الوَرَى
- يكونُ حبيبي مثلكمْ وخديني
- ومن ذا الذي أرضى بهِ لمحبتي
- فتَحسُنَ فيهِ لَوْعَتي وَحَنيني
- أُحبّ مِنَ الأشياءِ ما كانَ فائِقاً
- وما الدونُ إلاّ منْ يميلُ لدونِ
- وأهجرُ شربَ الماءِ غيرَ مصفقٍ
- زلالٍ وأكلَ اللحمِ غيرَ سمينِ
- وإنْ قيلَ لي هذا رخيصٌ تركتهُ
- ولا أرتضي إلاّ بكلّ ثمينِ
- فإنّي رَأيتُ الشيءَ إنْ يَغلُ قيمَة ً
- يكُنْ بمكانٍ في القُلوبِ مَكِينِ
- حبيبيَ زدني منْ حديثٍ ذكرتهُ
- ليسكنَ هذا القلبُ بعضَ سكونِ
- وقُلْ لي وَلا تحْلِفْ فإنّكَ صادِقٌ
- وقولكَ عندي مثلُ ألفِ يمينِ
- فواللهِ لم أرتب بما قد ذكرتهُ
- ولم تَختَلجْ بالشكّ فيكَ ظُنُوني
- وإنّ حديثاً أنتَ راويهِ إنني
- على ثقة ٍ منهُ وحسنِ يقينِ
- كذلكَ تلقاني إذا ما اختبرتني
- يسرّ حفاظي صاحبي وقريني
- إذا قُلتُ قَوْلاً كنتُ للقَوْلِ فاعِلاً
- وكانَ حيائي كافلي وضميني
- تُبَشّرُ عَنّي بالوَفاءِ بَشاشَتي
- وينطقُ نورُ الصدقِ فوقَ جبيني
المزيد...
العصور الأدبيه