الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا >>
قصائدبهاء الدين زهير
دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا
بهاء الدين زهير
- دعوا الوشاة َ وما قالوا وما نقلوا
- بيني وبينكمُ ما ليسَ ينفصلُ
- لكمْ سرائرُ في قلبي مخبأة ٌ
- لا الكتبُ تنفعني فيها ولا الرسلُ
- رسائلُ الشوقِ عندي لوْ بعثتُ بها
- إليكمُ لم تسعها الطرقُ والسبلُ
- أُمسِي وَأُصبحُ وَالأشواقُ تَلعبُ بي
- كأنما أنا منها شاربٌ ثملُ
- وَأستَلذّ نَسيماً من دِيارِكُمُ
- كأنّ أنفاسَهُ من نَشرِكُمْ قُبَلُ
- وكم أحملُ قلبي في محبتكمْ
- ما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ
- وكمْ أصبرهُ عنكمْ وأعذلهُ
- وليسَ ينفعُ عندَ العاشقِ العذلُ
- وا رحمتاهُ لصبًّ قلّ ناصرهُ
- فيكمْ وضاقَ عليهِ السّهلُ وَالجبلُ
- قضيتي في الهوى واللهِ مشكلة ٌ
- ما القولُ ما الرأيُ ما التدبيرُ ما العملُ
- يَزْدادُ شعريَ حُسناً حينَ أذكرُكُم
- إنّ المليحة َ فيها يحسنُ الغزلُ
- يا غائبينَ وفي قلبي أشاهدهم
- وكلّما انفَصَلوا عن ناظري اتّصَلوا
- قد جدّدَ البُعدُ قرْباً في الفؤاد لهمْ
- حتى كأنهمُ يومَ النوى وصلوا
- أنا الوفيُّ لأحبابي وإنْ غدروا
- أنا المقيمُ على عهدي وإن رحلوا
- أنا المُحبّ الذي ما الغدرُ من شيَمي
- هيهاتَ خُلقيَ عنهُ لَستُ أنتَقلُ
- فَيا رَسُولي إلى مَنْ لا أبُوحُ بهِ
- إنّ المُهِمّاتِ فيها يُعرَفُ الرّجلُ
- بلغْ سلامي وبالغْ في الخطابِ لهُ
- وقَبّلِ الأرْضَ عني عندَما تَصِلُ
- بالله عَرّفْهُ حالي إنْ خَلَوْتَ بهِ
- ولا تُطِلْ فحَبيبي عندَهُ مَلَلُ
- وتلكَ أعظمُ حاجاتي إليكَ فإنْ
- تنجحْ فما خابَ فيك القصْدُ والأملُ
- ولم أزلْ في أموري كلما عرضتْ
- على اهتمامكَ بعدَ اللهِ أتكلُ
- وليسَ عندكَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ
- والحمد للهِ لا عجزٌ ولا كسلُ
- فالنّاسُ بالنّاسِ وَالدّنيا مكافأة ٌ
- والخيرُ يذكرُ والأخبارُ تنتقلُ
- وَالمَرْءُ يَحتالُ إن عزّتْ مَطالبُهُ
- وربما نفعتْ أربابها الحيلُ
- يا منْ كلامي له إن كانَ يسمعه
- يَجدْ كَلاماً على ما شاءَ يَشتَملُ
- تَغَزّلاً تَخلُبُ الألْبابَ رِقّتُهُ
- مضمونه حكمة ٌ غراءُ أوْ مثلُ
- إنّ المليحة َ تغنيها ملاحتها
- لا سِيّما وَعَليها الحَلْيُ وَالحُلَلُ
- دَعِ التّوَانيَ في أمْرٍ تَهُمّ بِهِ
- فإنّ صرفَ الليالي سابقٌ عجلُ
- ضَيّعتَ عمركَ فاحزَنْ إن فطِنتَ له
- فالعُمرُ لا عِوَضٌ عنه وَلا بَدَلُ
- سابقْ زمانكَ خوفاً منْ تقلبهِ
- فكَمْ تَقَلّبَتِ الأيّامُ وَالدّوَلُ
- وَاعزمْ متى شئتَ فالأوْقاتُ واحدة ٌ
- لا الريثُ يدفعُ مقدوراً ولا العجلُ
- لا تَرْقُبِ النّجمَ في أمرٍ تُحاوِلُهُ،
- فالله يَفعَلُ، لا جَديٌ وَلا حَمَلُ
- مع السعادة ِ ما للنجمِ من أثرٍ
- فلا يغركَ مريخٌ ولا زحلُ
- الأمرُ أعظمُ والأفكارُ حائرة ٌ
- والشرعُ يصدقُ والإنسانُ يمتثلُ
المزيد...
العصور الأدبيه