الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا >>
قصائدبهاء الدين زهير
تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
بهاء الدين زهير
- تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا
- وهنئتهُ يا غارسَ الجودِ مغرسا
- قَدِمْتَ قُدومَ الغَيْثِ للأرْضِ إنّها
- بهِ أشرَقَتْ حُسناً وطابَتْ تَنَفُّسَا
- علَوْتَ بَني الأيّامِ إذْ كنتَ فيهِمُ
- إذا ذكروا أسمى وأسنى وأرأسا
- زعيمُ بني اللمطيَّ في البأسِ والندى
- مكَرَّمُها المأمُولُ في الدّهرِ إنْ قَسَا
- غَمَامٌ هَمَى بَحرٌ طَمَى قَمَرٌ أضَا
- حُسامٌ مَضَى لَيثٌ قَسا جبلٌ رَسَا
- وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ
- وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا
- إذا فعلَ الأقوامُ نوعاً من الندى
- تنوعَ فيه جودهُ وتجنسا
- وإنْ بدأ النعمى تلاها بمثلها
- فتَزدادُ حُسناً كالقَريضِ مُجَنَّسَا
- تَحُلّ بهِ الشُّمُّ العَرانِينُ في العُلا
- فتلقاهمُ من هيبة ٍ منهُ نكسا
- بهِ أصْبَحَتْ تَيمٌ إذا هيَ فاخَرَتْ
- أعَزَّ قَبيلٍ في الأنَامِ وَأنْفَسَا
- أجلُّ الورى قدراً وأكرمُ شيمة ً
- وأكثرُ معروفاً وأكبرُ أنفسا
- إذا بخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضِيلَة ٍ
- فلَيسُوا بها بالجاهِلِينَ فيُبْخَسَا
- همُ القوْمُ يَلقونَ الخُطوبَ إذا عرَتْ
- بكلّ كَميٍّ في الخُطوبِ تَمَرّسَا
- إذا أوقدتْ للحربِ نارٌ أو القرى
- تَوَهّمْتَهُ مِنْ عِشقِها مُتَمَجِّسَا
- يَبينُ لَهُ الأمْرُ الخَفيُّ فِراسَة ً
- ويعنو لهُ الطرفُ العصيّ تفرسا
- إذا صالَ أضْحَى أفرَسُ القومِ أميَلاً
- وَإنْ قالَ أضْحى أفصَحُ القوْمِ أخرَسَا
- أمولايَ لا زالتْ معاليكَ غضة ً
- وَأغصانُها رَيّانَة ً منكَ مُيَّسَا
- سما بكَ مَجدَ الدّينِ مَجدٌ وَمحْتِدٌ
- وعرضٌ نهاهُ الدينُ أنْ يتدنسا
- لقد شرفتْ منهُ الصعيدُ ولا ية ً
- فأصبحَ واديهِ به قد تقدسا
- بلادٌ بلُقياكَ استَقامَتْ نُجُومُها
- فصرنَ سعوداً بعد ما كنّ نحسا
- ستندى وقد وافى وفاكَ ربوعها
- وَإنْ عُهِدَتْ مُغبرّة َ الجَوّ يُبَّسَا
- ورُبّ قَوَافٍ قد طوَيتُ برُودَهَا
- فلمْ أرضَ أن تغدو لغيركَ ملبسا
- أقمنَ حَبيساتٍ كحَبسِكَ مَن جنى
- على أنها لمْ تجنِ يوماً فتحبسا
- فها هيَ كالوَحشِيِّ من طولِ حَبسِها
- عَساها ببِرٍّ منكَ أنْ تَتَأنّسا
- وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه
- فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا
- كذا المنهل المورودُ في مستقرهِ
- إذا عدمَ الورادَ لنْ يتنجسا
- سيرضيكَ منها ما يزيدُ على الرضا
- ويستعبدُ ابن العبدِ والمتلمسا
- وهبنيَ أعطيتُ البلاغة َ كلها
- فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى
المزيد...
العصور الأدبيه