الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ >>
قصائدبشار بن برد
يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
بشار بن برد
- يَا عَبْدَ بَاهِلة َ الذي يَتوعَّدُ
- أعلي تبرق إذ شبعت وترعد؟
- يا عبْد باهِلَة َ ابْتُلِيتَ بِحيَّة ٍ
- فتركت طاعتنا ورحت تهدد
- وَشَتمْتَ رَبَّكَ في العشيرة ِ قائماً
- لتكون موجوداً وليتك توجد
- وة كذاك عبد السوء يشتم ربه
- سَفَهاً، ولكِنْ هلْ تُجابُ الأَعْبُدُ؟
- اقْعُدْ فَإِنَّكَ بَاهِليٌّ وَاغلٌ
- يَجْزِيكَ سَوْءَتَكَ الضِّيَاعُ الرُّوَّدُ
- وَإذَا سَكِرْتَ فَخُذْ بِأَيْرِ مُسَاعِفٍ
- وَاسْكُتْ فَإِنَّكَ نَاطِقٌ لاتُرْشَدُ
- تَجرِي مِنَ الذَّهَب المُصَنّم رَاحَتِي
- كَرَماً وَنَارِي بِالْيَفَاع تَوَقَّدُ
- وَلَئِنْ عَمِرْتَ لَتَعْرِفَنَّ قَصِيدَة ً
- تجب الصلاة لها عليك فتسجد
- وتَظَلُّ تُرْعَدُ مِنْ هَدِيلِ حَمَامة ٍ
- وَإِذَا دُعِيتَ لِسَوْأَة ٍ لاتُرْعَدُ
- وَمَلأَتَ ثَوْبَكَ إِنْ رَأَيْتَ كَتِيبَة ً
- في النوم أللها الحديد الموجدُ
- ومجنت حتى ما تصلي ركعة ً
- ونسيت ما قال النبي محمد
- وَحَسَبْتَنِي كَأبيكَ لاَيَنْكِي الْعِدَى
- فَاصْبِرْ لِحِسْبَتِكَ الَّتِي لاتُحْمَدُ
- مولاك أرقب من ربيعة ِ عامر
- أَهْدَى لِكَفِّكَ قَائِماً لا يَرْقُدُ
- فتركت عقر قناتكم عند امرئْ
- جمح الشباب به الأنيق الأغيد
- وَكذاك كان أَبُوك يُؤْثَرُ بِالْهُنى
- وَيَظَلُّ فِي لقْطِ النَّوى يَتَردَّدُ
- فلئِنْ قعدْتَ على الْخَنَا وَحَسَدْتنِي
- إن الكريم إذا جرى لمحسدُ
- يَا عَبْدَ بَاهِلَة َ الَّذِي لَزَمَ الْخَنَا
- وَأَضَاعَ عُقْرَ قَنَاتِهِ لاتَسْعَدُ
- لَوْلاَ دَلَفْتَ لِمَنْ دَهَاكَ بِأيْرِهِ
- فحسرت عنك حزازة ً لا تبرد
- لو كنت من أسد العشيرة لم تنم
- حتى يخالطه الحسام الأربد
- عودت نفسك أن تضام فخلها
- كل امرئ رهنٌ بما يتعود
- وأبى لك الحسبُ اللئيم فنالهُ
- وَكسَاك ذِلتهُ أَبُوك الْقُعْدُدُ
- لا تسْتطِيعُ مُرَفَّلاً مِنْ عامِرٍ
- عجل العقاب وأنت عبد أقفد
- وخشيت سطوة عامري فاتكٍ
- تَقِفُ الوفُودُ بِبَابِهِ وَالْوُفَّدُ
- وبَنَيْتَ بِالْبَعْرِ الْمَحَلَّ وَبِالنَّوَى
- بيتاً عليه خزاية ٌ لا تنفد
- وَطلبْت بالْخَلَقِ المُرَقَّعُ شأوَنا
- فلترجعن وبظُر أمك يرعد
- مهلاً موالينا أقيموا خرجنا
- وَإِذا غضِبْنَا غضْبَة ً فتَبدَّدُوا
- خدَمُ المُلُوكِ إِذا قعَدْنَا فِي الْحُبَى
- قاموا وإن نفزع لروعٍ يقعدوا
- كُونُوا لِموْلاكُمْ يَداً وَصَلَتْ يَداً
- ودعوا الفساد يعيث فيه المفسد
- وتشبهوا بأبٍ وعم صالحٍ
- متعبدين لنا ونعم العبدُ
المزيد...
العصور الأدبيه