الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ >>
قصائدبشار بن برد
يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
بشار بن برد
- يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
- وكل قريب لا ينال بعيدُ
- وفِي الطَّمَعِ التَّنْصِيبُ والْيأسُ كالْغِنى
- وليس لما يبقي الشحيح خلودُ
- ولا يدْفعُ الْموْتَ الأَطبَّاءُ بالرُّقَى
- وسيان نحسٌ يتقى وسعود
- وما نال شيئاً طالبٌ بجلادة ٍ
- ولكن لقومٍ حظوة ٌ وجدود
- وتُصْبِحُ لا تدْرِي أَيأتِيكَ خافِضاً
- نصيبك أم تغدو له فترود
- يفوت الغنى قوماً يخفون للغنى
- ويلقى رباحاً آخرون قعود
- وللخير أسباب وللعين فتنة ٌ
- ومن مات من حب النساء شهيد
- وبيضاء مكسالٍ كأن حديثها
- إِذا ألْقِيَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ برُودُ
- دعتني بأسباب الهوى ودعوتها
- لَيَاليَ سِرْبالُ الصفاءِ جديد
- فجاءت على خوفٍ كأن فؤادها
- جناحُ السُّمَانَى يرْعوِي وَيَحِيدُ
- فَأعْطيْتُهَا كفَّ الصَّفَاءِ فَأعْرَضَتْ
- ثقيلة أدعاص الروادف رود
- تَصُدُّ حَياءً ثمَّ يَقْتَادُهَا الْهَوَى
- إلينا وفيها صبوة ٌ وصدودُ
- وأي نعيمٍ لم أعش في ظلاله
- أكاد على لذاته وأكيد
- شَرِبْتُ بِكأسِ الْعَاشِقِينَ وَزَارنِي
- هلالٌ عليه مجسدٌ وعقود
- مِن الْمُسْتفِزَّاتِ الْقُلُوبَ إِذَا مشتْ
- تأوّدُ فِي أعْطافِها وتمِيدُ
- تزين بخلقٍ وجهها ويزينهُ
- أغرُّ كمِصْباحِ الظَّلامِ وجيدُ
- كأن نساء الحي حين يزرنها
- نواحب نحبٍ تم فيه سجود
- فما كان إلا الأنس بيني وبينها
- وَشَدْوُ غِنَاءٍ تَارَة ً وَنَشِيدُ
- طوْينَا بِهَا ذَاك الزّمَانَ وَإِنَّنَا
- لكالماء للحران فيه برود
- فَلمَّا ذَكتْ عَيْنٌ وَأشْرَفَتِ الْعِدَى
- وجاهرنا واشٍ ودبَّ حسودُ
- وقدْ قُلْتُ تأدِيباً لهُ وصبابة ً
- إليها ومن دون اللقاء وعيد:
- أطيعي عدواً واحذري عين حاسدٍ
- عقاربه تسري ونحن قعود
- فَقَالتْ: بِنَا شَوْقٌ إِليْكَ وَإِنَّمَا
- نُصَادِي عُيُوناً تَنْثَنِي فَنَعُودُ
المزيد...
العصور الأدبيه