الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد >>
قصائدبشار بن برد
يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد
بشار بن برد
- يا للرجال أمن شخصٍ بأجياد
- يعتاد شوقي وما نومي بمعتاد
- كأنما أقسمت عيني تسالمه
- حتَّى ترَى أَحْوَرَ الْعَيْنيْنِ فِي الْجادِي
- من كان يزداد من شوقٍ إلى شجنٍ
- عند النساء فإني غير مزداد
- يا سلم إن تصبحي بسلاً محرمة ً
- وتنزلي في منيفٍ بين أرصاد
- فقد رأيت بنات الدهر غافلة ً
- فِي الْغُبَّرَيْنِ ومَا حَيٌّ بِخَلاَّدِ
- إذا فرحت فخافي ترحة ً عجلاً
- وإن ترحت فرجي أم عباد
- من قر عيناً رماه الدهر عن كثبٍ
- وَالدَّهْرُ رَامٍ بإصْلاَحٍ وَإِفْسَادِ
- وكيف يبقى لإلفٍ إلفُ صاحبه
- ولا أرى والداً يبقى لأولاد
- بل ليت شعري هل يدنو بكم سبب
- وهل تعودون أيامي بأجياد
- أيام لا أعتبُ العذال من صمم
- ولا أكلف زيداً غير إسعاد
- يَا جَارَة ً يَوْمَ رَاح الْحيُّ جارَتَنَا
- تسبي الحليم ولا تنساق للحادي
- قَامَتْ لِتَرْكَب فَارْتَجَّتْ رَوَادِفُهَا
- في لين غصن من الريحان منآد
- كَأنَّمَا خُلِقَتْ فِي قِشْرِ لُؤْلُؤَة ٍ
- فَكُلُّ أَكْنَافِها وَجْهٌ بِمِرْصَادِ
- فَقُلْتُ: شَمْسُ الضُّحَى فِي مِرْطِ جَارِيَة ٍ
- يا من رأى الشمس في مرطٍ وأبراد
- تُلقَى بِتسَبِيحَة ٍ مِنْ حُسْنِ مَا خُلِقَتْ
- وَتَسْتفِزُّ حشى الرَّائِي بِإرْعادِ
- كأنَّ عيْنِي ترَاها في مجاسدها
- إذا رأيت رسوم الدار والنادي
- بَيْضاءُ كالدُّرَّة ِ الزَّهْرَاءِ غُرَّتُها
- تصطاد عيناً ولا ترجى لمصطاد
- كأنَّها لاترَى جِسماً تخوَّنهُ
- بَيْنَ الْحَبِيبِ وَلَمْ تشْعُر بِإسْهاد
- أصُومُ يَوْماً فأرْقَا مِن تذكُّرِها
- وَلا أصَلِّي الضُّحى إِلاَّ بِعدَّادِ
- وَقدْ عجبْتُ وَإغْرَامِي بِها عَجَبٌ
- مالي أقودُ حروناً غير منقاد
- أحِينَ كُنْتُ سِراجاً يُسْتَضَاءُ بِهِ
- يكون في الغي إفراعي وإصعادي
- كلا سأترك ذكري تلك إذ رقدت
- عَنِّي وَأذْكُرُ يَوماً غَيْرَ رَقَّادِ
المزيد...
العصور الأدبيه